جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة تصميم الصورة وفاء المؤذن |
استكمالاً لمقالنا السابق عن " جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة " لنتابع ....
كانت فترة حياة إسكوبار غريبة بعض الشيء ولذلك لم تستمر فترة طويلة
فالجميع يعلم من هو
لذلك أحد النواب البرلمان وكان يدعى" رودريجو لارا" كان يملك الشجاعة الكافية ليتكلم ضد وجود إسكوبار في المجال السياسي
وكان هو قائد الحملة الإعلامية ضده في البرلمان والصحافة.
وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية الذي أدى إلى سقوط قناع إسكوبار السياسي بسرعة.
وبعد فترة تمت إقالته من الحزب الليبرالي الجديد الذي كان عضو فيه، وسحبت منه الحصانة القضائية والدبلوماسية، وأصبح من عامة الشعب تسري عليه جميع القوانين
وبدأت السلطات تضيق الخناق عليه وقامت بمصادرة بعض من ممتلكاته منها بعض الحيوانات النادرة التي كان يحتفظ بها في حديقته الخاصة، والسبب أنه تم إدخالها بطرق غير شرعية.
وحتى الكنيسة الكاثولوكية التي كانت تدعمه إلى حد ما، بسبب الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها، أعلنت سحب دعمها وتأييدها له، وكأن كل الجهات التي كان يحاول إسكوبار جعلها في صفه طول فترة حياته، انقلبت عليه.
والأسوأ من كل هذا أن الحكومة والبرلمان كانوا يعملون جاهدين على صياغة معاهدة لتسليم المجرمين إلى أمريكا، وهذا الشيء كان مرعب بالنسبة لإسكوبار وكل تجار المخدرات في كولومبيا، لأنهم كانوا على يقين، أنه لو تم توقيع هذه المعاهدة فسيكونون في خطر كبير، وخصوصاً إذا تم القبض عليهم وتسليمهم لأمريكا
هنا ستكون نهايتهم. ...
الشخص الرئيسي الذي كان يعمل على إقرار هذا القانون في المرتبة الأولى هو "رودريجو لارا"، والذي كان وزير العدل في كولومبيا في ذلك الوقت
وهو نفسه نائب البرلمان الذي تحدثنا عنه سابقاً والذي قاد الحملة الإعلامية ضد إسكوبار، وكان يضع كل جهده وتركيزه لإقرار قانون يقضي بتسليم المجرمين لأمريكا.
ولكن للأسف في شهر أيار من عام ١٩٨٤، تم اغتيال رودريجو لارا في سيارته بسبع طلقات
وكانت هذه العملية بمثابة إعلان إسكوبار الحرب على الحكومة الكولومبية، وفي ذلك الوقت أعلن الرئيسي الأمريكي "رونالد ريغان"، أنه سيتم تشديد الخناق أكثر على مهربين وتجار المخدرات، لأن مشكلة| المخدرات| كانت تتفاقم بشكل كبير في أمريكا.
وبعد ماتم اغتيال وزير العدل"رودريجو لارا" كانت السلطات الكولومبية على أتم الاستعداد للتعاون مع السلطات الأمريكية بكل الطرق الممكنة، لأن الأمور خرجت عن السيطرة وكان لابد من وضع حد لذلك.
- وبسبب عملية الاغتيال وضع إسكوبار نفسه في وضع محرج، حتى أن عامة الشعب انقلبوا ضده، وفقد الكثير من شعبيته التي قضى سنوات كثيرة يحاول أن يبنيها و يحافظ عليها.
ولكن مع الضغط الشعبي والأمني وضغط| السلطات|، قرر إسكوبار أن يغادر البلاد، وبدأ يتنقل بين عدة دول في جنوب أمريكا مثل بنما و نيغروا
ولكن فترة غيابه هذه عن كولومبيا كانت تقلل من قدرته على السيطرة على عصابة ميدلين، وقد كانت عصابة كبيرة جداً وتضم عدة زعماء كبار.
عدا عن أن إسكوبار كان يعتبر الزعيم المطلق فيها، ولكن غياب الراعي عن الرعية عادةً ما يسبب الفوضى.
تهاني شويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك