وقائع وتطلعات الصين ضمن أنظمة المراقبة تصميم الصورة ريم أبو فخر |
تعتبر شركة "بايت دنس" الشركة الناشئة الأكثر قيمةً في العالم، وهي صاحبة موقع "|تيك توك|" الشهير، وهو| التطبيق| الأكثر تنزيلاً في عام 2020، حتى أصبح يضم مئات ماين المستخدمين، غالبيتهم من جيل الشباب، وهم منتشرون في جميع دول العالم ومن ضمنهم ألمانيا
وهذا لا يطمئن الكثير من المواطنين الألمان، فبعض الباحثين الألمان يجدون في التطبيقات الصينية التي تنتشر في بلادهم مصدراً للقلق، ناهيك عن أنظمة المراقبة الصينية التي انتشرت في بلادهم، وأصبحت تنمو بسرعة.
الشهرة السريعة مطلب الكثيرين:
يلاقي تطبيق "تيك توك" رواجاً كبيراً بين شبان ألمانيا، فهم يعتقدون بأن بوسع أي شخصٍ أن يصبح مشهوراً خلال ثوانٍ فقط، ولذلك نجد الكثيرين منهم يرسلون مقاطع فيديو عبر هذا التطبيق، ويمضون الكثير من الوقت على تلك المنصة، بحيث لا يشعرون بالوقت
وتعمل خوارزميات "تيك توك" على تحديد المقاطع التي تشدُ شخصاً ما، فتقدّم له دائماً المزيد من تلك المقاطع، وبذلك ينجذب إلى المنصة أكثر ويمضي عليها المزيد من الوقت دون أن يشعر.
هل نوايا "تيك توك" سليمة؟
يقوم تطبيق "تيك توك" بجمع البيانات في الخلفية أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو، وتسمح له خوارزمياته باستغلال تلك البيانات بحيث يتعلّم أكثر عن كل مستخدم فيصبح أكثر قدرةً على شدِّ انتباهه لدفعه إلى تمضية وقتٍ أطول على منصته
وليس هذا فقط، فتستطيع |خوارزميات| "تيك توك" أن تحدد المقاطع التي لا يجب عرضها، فمثلاً أي مقطع فيديو ينتقد |الصين| لا يجب أن يُعرض على "تيك توك"، مع أن إدارة الشركة تدّعي بأنها لا تخضع لأية حكومةٍ بما فيها حكومة الصين.
المزيد من المعلومات:
يرى بعض الباحثين الألمان بأن الشركات الصينية هي شركاتٌ خاصةٌ على الورق فقط، فالحكومة الصينية تحتفظ دائماً بحقها في التدخل في أية لحظة
فهناك دائماً بعض المقاطع التي تختفي عن منصة "تيك توك"، ومع انتشار| فايروس كورونا|، زاد ولع الصين بجمع المعلومات، فطوّرت تطبيقاً يقوم بتسجيل كل حالة إصابةٍ بالفايروس، وكل من تعامل مع المصابين أو حتى مرّ من أماكن تواجدهم، وكل تلك البيانات تخزّن في أحد مراكز المراقبة.
المزيد من تدابير الحيطة:
لقد استغنت الصين تماماً عن خصوصية الأفراد، وحريّة تنقلاتهم من أجل مكافحة كورونا، فيستطيع تطبيق الصحة الصينية أن يمنع دخول أي شخصٍ لأي مكانٍ بمجرّد أنه تواجد في وقتٍ ما في مكان تواجد أحد المصابين
وكلُّ حالةٍ مشبوهةٍ تتم مراقبتها بشكلٍ دائم، وكل من عليه البقاء في منزله حتى تتبين إصابته بالعدوى من عدمها، تتم مراقبته بشكلٍ دائم، فإذا غادر منزله يتم رصده والتعامل معه بسرعة، وذلك عبر الكاميرات المزروعة في كل مكان.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك