استكمالاً لمقالنا السابق عن " جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة " لنتابع ....
كان إسكوبار فد حظى بمحبة عامة الناس
اكتسب سمعة حسنة بينهم من خلال ما منحهم إياه، وحتى أنه استطاع رشوة كل مسؤول أمني وكل شرطي موجود في مدينة ميدلين، ولو رفض أحد منهم الرشوة بكل بساطة ستكون نهايته القتل.
فقد أصبح إسكوبار ملك هذه المدينة.
وكان لديه عبارة مشهورة جداً وهي" فضتي أو رصاصتي"
وهذه كانت الخيارات المقدمة لكل شخص يعرض عليه مبلغ من المال
، وكانت الرشوة لا تشمل رجال الأمن والمسؤولين في ميدلين وكولومبيا فقط بل كانت منتشرة في كل الدول التي ينفذ فيها عملياته في جنوب أمريكا.
وهذا ما ساعده على بناء إمبراطورتيه الضخمة، والتي تعتبر أكبر إمبراطورية بتجارة| المخدرات |في التاريخ.
بدأت ثروة إسكوبار تتزايد بسرعة كبيرة
لدرجة أنه كان يعتبر من أغنى| أثرياء العالم|، حتى أن مجلة فورم قدرت ثروته ب ٣٠مليار دولار، وصُنف على أنه سابع أغنى رجل في العالم
لكن المقربين منه قالوا أن ثروته أكثر من ذلك بكثير.
وكانت هذه الثروة جلية في حياة إسكوبار، فقد كان يملك عدد من القصور الفخمة في كل مكان، أساطيل من الطائرات الخاصة والسيارات ومن أفخم طراز
وكان ينفق على نفسه وعلى من حوله بكميات ضخمة
ومن إحدى الأشياء التي قام بها، أنه أنشأ في أحد قصوره في كولومبيا حديقة حيوانات خاصة، ووضع فيها كل أنواع الحيوانات النادرة. وكان يعيش كل مُتع الحياة بثروته الفاحشة.
بعد كل هذه الثروة والقوة قرر أن يتجه نحو السياسة
والسبب الرئيسي لهذا التوجه هو محاولة إلغاء قانون تسليم المجرمين لأمريكا والمسمى بمعاهدة التسليم.
بما أنا أمريكا هي أكثر الدول المتضررة من تجارة المخدرات، والهدف الأول لتجار المخدرات، فكانت دائماً ما تحاول التعاون مع السلطات الكولومبية لإلقاء القبض على هؤلاء| المجرمين|، والذين تتم محاكمتهم في كولومبيا
وبسبب الفساد كان من الممكن أن يخرجوا من السجن بكل سهولة، أو يحصلون على حكم البراءة حتى قبل دخولهم السجن.
كان مجلس النواب في كولومبيا يعمل على إقرار قانون لتسليم المجرمين إلى أمريكا، ودخل إسكوبار مجال السياسة وترشح لمجلس النواب
وبسبب شعبيته بين عامة الناس استطاع أن يحصل على عدد كبير من الأصوات، وتمكن من الوصول للبرلمان وأصبح عضواً فيه.
كان كل أعضاء مجلس النواب يعرفون من هو إسكوبار وماهو مجال عمله
ولكن لا أحد يستطيع مواجهته أو إثبات شيء واضح عليه
وبما أنه عضو بمجلس النواب أصبح يملك حصانة قضائية وهذا يعني أنه من غير الممكن أن تتم إدانته في أي جريمة تحت القانون الكولومبي.
وعلاوة على ذلك، فإن عضويته في مجلس النواب أمن له تأشيرة دبلوماسية أتاحت له السفر والدخول لأمريكا متى شاء.
تكررت رحلاته مع عائلته إلى أمريكا
حتى أنه اشترى فيها قصر ضخم جداً في ميامي، والتقط صورة له مع ابنه أمام البيت الأبيض.
دون أن يملك أحد الحق القبض عليه بسبب الحصانة التي يملكها.
تهاني شويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك