ماذا تعرف عن التحنيط على قيد الحياة ؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
من هم الرهبان الذين استطاعوا أن يقوموا بالتحنيط الذاتي ؟؟
أول الرهبان الذين قاموا بعملية التحنيط الذاتي هو الراهب" كوكاي " الملقب باسم " كوبو دايشي " .
و كان باحث و شاعر بالإضافة إلى كونه مؤسس لمدرسة باطنية اسمها " الشينجون" .
وهي تسعى لبلوغ الحقيقة و تحقيق القوة الروحية عن طريق الدمج من تعاليم| البوذية| و الشنتو القديمة و الطاوية و ديانات أخرى .
فصعد إلى جبل كويا في محافظة وكمايا لكي يتحنط هناك خلال ١٠٠٠ يوم ، و الغريب أن اتباعه بعد أن دخلو عليه وجدوا جثته سليمة و كأنه إنسان نائم ،و شعره و بشرته كانوا طبيعيين و كأنه مازال على قيد الحياة .
أما آخر الرهبان الذين مارسوا هذا الطقس القاسي هو الراهب تكسو ريوكاي ، فاستطاع أن يدفن نفسه فوق أحد القمم الجبلية عام ١٨٧٨ م ، لكن قرار الإمبراطور ميجي بتحريم و منع عملية التحنيط الذاتي صدر قبل ذلك بسنة ، فاضطر أتباعه أن يخرجونه بعد مرور ألف يوم بشكل غير شرعي ، و حينها وضعوه في معبد ناناجاكو بعد أن قاموا بتبديل تاريخ الوفاة إلى عام ١٨٦٢ م ، لكي يتهربوا من المساءلة القانونية.
و أغرب المومياوات الموجودة في اليابان هي
|مومياء| الراهب شاينيوكاي الموضوعة في معبد داين شيبو .
وسبب شهرتها هي أن هذا الراهب كان يحلم منذ كان صغيراً أن يتحول إلى مومياء مقدسة ، لكنه فشل في تنفيذ حلمه لعدم قدرته على تحمل أعلى درجات الجوع.
وفي عام ١٧٨٤ م ، و بعد بلوغه ٩٦ سنة ضربت مجاعة قاسية جداً أغلب المناطق في| اليابان|.
و حينها قرر الراهب شاينيو كاي أن يستغل هذه الظروف الطبيعية ، فصعد إلى الجبل لاتمام عملية التحنيط الذاتي ، و هذا لأنه كان يعتقد أنه بتضحيته هذه سوف يستطيع أن ينهي المجاعة للأبد .
وبالفعل بعد مرور ألف يوم كان قد تحول جسمه إلى مومياء حقيقية ، و انتهت المجاعة بعد ذلك ، فبدأ اليابانيين يقدسونه لأنه مثال حي على التضحية و الفداء .
لم تلقى جميع المومياوات نفس درجة الإحترام و التقدير من الشعب الياباني كما تلقتها جثة هذا الراهب .
لصوص المومياوات
و على مر السنين استطاع عدد من اللصوص أن يستولوا على أكثر من مومياء وتهريبها خارج البلاد استعداداً لوضعها في| المتاحف| العالمية ، و آخر المحاولات كانت في يناير ٢٠١٢ .
نجحت الشرطة في ضبط مومياء حاول المهربين إخراجها على أنها مانيكان مغطى بجلود الحيوانات ، فتم التحفظ عليها و وضعها في متحف " اولام باتار" في عاصمة منغوليا.
و الباحثين صرحوا بأنها مومياء راهب عاش في الهند منذ حوالي ألفين سنة.
و بسبب الحالة التي كانت عليها المومياء رجحت الأهالي أنه على قيد الحياة .
و في النهاية أحب أن أقول لك أن| البوذيين |يؤكدون أن عملية التحنيط الذاتي لا تعد انتحاراً بل هي إحدى وسائلهم في إظهار الإنضباط الديني والتفاني استعداداً للانتقال إلى عالم جديد .
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك