اختبئ في خزنة البنك ٢٧ ساعة دون أن يكتشفه أحد ! تصميم الصورة وفاء مؤذن |
بعد ما أصبح الوضع ميؤوس منه
وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ظهراً، قررت إدارة |البنك |فنح ثقب صغير على جانب الجدار المعزز بطبقة كبيرة الإسمنت المسلح، لمعرفة ما هو الشيء العالق من الداخل .
- وفي الساعة الثالثة تقريباً تمكنوا من الوصول للطرف الآخر من الجدار، وأول ما حاول العامل الذي كان يحفر الجدار النظر من خلال الثقب، ظهرت علامات الصدمة على وجهه وأخبرهم بأن الخزنة فارغة
وهنا أخذ المدير مكانه ليتأكد من كلامه، ورأى| الخزنة |مقلوبة رأساً على عقب، وكل صناديق الأمانات مفتوحة.
على الفور اتصل المدير بالشرطة
وجاءت فرق كبيرة من| رجال الشرطة |والمحققين وكانوا على علم بأنهم أمام واحدة من أكبر عمليات سرقات البنوك في التاريخ، وقاموا بتوسيع الفتحة التي في الجدار ودخل المحققين الخزنة التي كانت قد نهبت بالكامل.
-وكان اللصوص قد أخذوا كل الأموال الموجودة بداخلها، والكثير من صناديق الأمانات والتي كان عددها مايقارب أربعة ألاف صندوق قد كسرت أقفالها، وتم أخذ كل الأشياء الثمينة التي أودعها الزبائن بداخلها من ذهب ومجوهرات وغيرها.
- وكتب اللصوص عبارة على الجدار بخط كبير تقول" بدون سلاح، وبدون عنف، وبدون كراهية"
طريقة دخول اللصوص الخزنة كانت واضحة جداً ولا تحتاج تحقيق
فقد كان هناك نفق محفور تحت الخزنة يؤدي إلى شبكة الصرف الصحي ومجاري المدينة، وكل الأدوات التي استخدمها اللصوص كانت موجودة وتركوا كل شيء ورائهم، ومن الواضح أنها كانت عملية ضخمة جداً.
كان هناك سبعة وعشرين أسطوانة غاز استخدموها كوقود للمشاعل، ومعدات وأنابيب تهوية ضخمة لدخول الهواء النقي لداخل النفق أثناء عملية الحفر
ووجدوا أسلاك كهربائية يصل طولها تقريباً لواحد كيلومتر، والواضح أن هذه العملية استغرقت أشهر من التخطيط والتفكير والتنفيذ، كانت عملية تليق بالجائزة التي حصل عليها اللصوص منها فالأشياء التي سرقوها كانت تقدر بأكثر من أربعين مليون فرنك فرنسي، يعني حوالي عشرة مليون دولار.
بطبيعة الحال تصدرت هذه العملية كل وسائل الإعلام والصحف العالمية وكانت تصفها ...
"سرقة القرن "
وأعلن البنك عن جائزة قيمتها مليون فرنك وتساوي تقريباً ربع مليون دولار، لأي شخص يدلي بمعلومات تفيدهم بالتحقيق وتؤدي إلى اعتقال الفاعلين.
- وكانت القضية ضخمة جداً، لدرجة أنهم استعانوا بأقوى وأدهى المحققين من كل أرجاء فرنسا للتحقيق فيها، ومثل ما اعتبرت هذه السرقة أكبر عملية سرقة في التاريخ، كانت أيضاً أكبر عملية تحقيق للمباحث في التاريخ.
- حيث استجوب |المحققين| آلاف الناس حرفياً، فقد تم التحقيق مع موظفين البنك ومع الزبائن الذين كانوا يستخدمون صناديق الأمانات، وحتى مع العمال ومع الناس الذين يسكنون بالقرب من مبنى البنك.
وكان هناك الكثير من الدلائل تشير إلى أن عصابة معروفة باسم" جرذان المجاري" كان لهم يد في هذه العملية، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأنهم كانوا يستخدمون |شبكة الصرف الصحي| في الكثير من سرقاتهم وأعمالهم الإجرامية
وحاول المحققين تضييق الخناق على الأشخاص الذين ينتمون لهذه العصابة.
تهاني شويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك