وقائع وتطلعات الصين ضمن أنظمة المراقبة تصميم الصورة ريم أبو فخر |
هل تمارس الصين نوعاً من الاضطهاد؟
في شمال غرب |الصين|، توجد أقليةٌ سكانيةٌ من "الأيغور" تعيش في مدينة "شينجيانغ"، وهي من أصلٍ تركي مسلم، لها لغتها وثقافتها الخاصة
ورغم أن الحكومة الصينية تسوّق للمدينة كوجهةٍ سياحية، فقد فرضت نظام رقابةٍ وقمعٍ غير مسبوق
فقد نشأت في الماضي بعض المواجهات بين "الأيغور" والحكومة، وقد تطورت إلى أعمال عنف، ومنذ خريف سنة 2016 بدأت الحكومة بنشر الكاميرات في كل مناطق المدينة.
التمييز العرقي ضد الأيغور:
يتم استخدام برامج التعرّف على الوجوه في جميع مداخل مدينة "شينجيانغ"، وترسل البيانات إلى الشرطة، كما توجد نقاط تفتيشٍ في الشوارع
وينتشر رجال الشرطة المزودون بأجهزة مسح الهويات، وعند الاشتباه بأحدٍ ما فإنهم يضعون كيساً أسود فوق رأسه، ويقتادونه بعيداً
ويقول بعض السكّان بأنهم لا يستطيعون زيارة أقاربهم دون الحصول على ترخيصٍ مسبق، مع بيان وقت الزيارة وسببها.
معلوماتٌ غير مؤكّدة:
يقول بعض النشطاء من منظمة مراقبة حقوق الانسان، بأن أكثر من مليون شخصٍ قد اختفوا في شمال الصين ضمن مجموعةٍ من معسكرات الاعتقال
وعند البحث عبر "جوجل إيرث" أمكن رصد مجموعةٍ من المباني المحاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة، ومع أن تلك الأسلاك والأبراج قد أزيلت فيما بعد، إلا أن المنطقة لا زالت تمتلئ بعناصر الشرطة،
ورغم أن اللافتات تقول بأن تلك المباني هي مراكز للتأهيل المهني، إلا أن البعض يقولون بأنها لا زالت معسكرات اعتقال.
هل هي إبادةٌ جماعية؟
انخفض معدّل الولادات بين "الأيغور" بشكلٍ كبيرٍ منذ بدء أعمال القمع، ويقول بعض الذين غادروا الصين منهم، بأن الحكومة تجبر النساء على تناول موادٍ غير معروفةٍ تؤثّر في قدرتهنَّ على الحمل والإنجاب
وبأن الناس في تلك المعسكرات يتعرّضون لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والجنسي، وهناك من يموت بغياب أشكال الرعايةٍ الصحية، ويرى البعض بأن الحكومة الصينية تقوم بعملية إبادةٍ جماعيةٍ للأيغور.
وقد قام بعض الباحثين في بنسلفانيا الأمريكية بدراسة وتحليل برامج مراقبة الوجوه التي تقدمها شركة "داهوا" الصينية، فاكتشفوا بأنها تقوم بتسجيل العرق
بحيث تميّز بين البيض والسمر والصفر وغيرهم، وتستطيع تلك البرامج أن تنبّه رجال الشرطة عن أي شخصٍ ينتمي لجماعة "الأيغور"
وهي حتماً لم تفعل ذلك دون طلبٍ ومغرياتٍ ماليةٍ تقدّمها الحكومة الصينية، وهي ليست الشركة الصينية الوحيدة التي تقدّم تلك الميزات.
الذكاء الإصطناعي
ارتفع الطلب العالمي كثيراً على |الذكاء الاصطناعي| بعد استثمارات الصين في مجالات المراقبة، وتتطور تلك الاستثمارات بشكلٍ متسارع وتهدف الصين إلى أن تكون رائدة تلك الصناعة في العقد الثالث من هذا القرن
فهل ستصبح الصين صاحبة القرار في تحديد مستقبلنا؟ أم أن للعالم المتقدم رأيٌ آخر؟
نريد معرفة آراء المتابعين عبر تعليقاتهم ومشاركاتهم للمقال.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك