العزير....شخص أم نبي ؟ أثار جدلاً في كل الأديان تصميم الصورة وفاء مؤذن |
تحدثنا في مقالنا السابق عن العزير والقصة اليهودية ثم انتهينا من القصة اليهودية وبدأنا في القصة المسيحية
ثم وصلنا عندما وصل النبي عيسى عليه السلام إلى قبره هو وأتباعه وأخت عزير مرثا ثم أمر أتباعه بأن يرفعو الحجر وصاح بأعلى صوته يا لعازر هلم فخرج
فخرج الرجل الميت المغطى بالكفن من الرأس إلى القديمين فطلب المسيح منهم أن يفكوا لعازر ويدعوه يذهب إلى المنزل
بالطبع هذه الرواية كما وردت في النصوص الإنجيلية
ولعازر شخصية مبجلة في المسيحية فهو لديه يوم يحتفل به يدعى سبت لعازر وهو بحسب المعتقد المسيحي يمثل هذا اليوم الذي أعاد المسيح لعازر إلى الحياة بإذن الله تعالى.
نصل الأن إلى ذكر العزير في الإسلام
وكما ذكرت سابقاً فأن العزير له رواية مسهبة ذكرت في |القرآن الكريم| دون الإشارة إلى اسمه بشكل مباشر إلا أن كبار العلماء المسلمين والمفسرين أجمعوا على أن المقصود من الآية الكريمة رقم ٢٥٩ في سورة البقرة المباركة هو العزير عليه السلام
أما أسمه فكما أخبرتكم سابقاً ورد في الأية الثلاثين من سورة التوبة ،
الرواية الإسلامية تقول بأن العزير كان رجل صالحاً من أولياء الله حافظاً للتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام ، كان العزير في يوم من الأيام يتجول على ظهر حماره في بلاد الله الواسعة حتى وصل إلى قرية خاوية من البشر مهدمة العمران لا حياة فيها ويتقعد أنها |بيت المقدس |بعد الخراب الذي ألحقه بها (| نبوخذ نصر|)
سأقف هنا قليلاً لأنقل وجهة نظر أخرى
بعض المفسرين الذين يقولون أن العزير كان نبياً وصل إلى هذه القرية الخالية تنفيذاً لأمر الله تعالى وتفاجئ بخلوها من البشر وتسائل عن سبب إرساله إليها
إلا أن الروايتان تكملان بنفس التسلسل والسيرة، فتقول الرواية الإسلامية التي تفسر الآية الكريمة من سورة البقرة أن عزير تسائل في نفسه عندما وصل إلى القرية الخالية من البشر كيف يحي الله هذه القرية بعد موتها ؟؟
فحصلت عندها معجزة الخالق ...
لجأ عزير إلى الكهف وأخرج طعامه من متاعه ووضعه بجانبه وربط حماره واستلقى فأتاه النعاس ونام
إلا أن نومه كان موتاً لمئة عام .... فأماته الله مئة عام ثم بعثه من موته
وعندما استفاق عزير من نومه الطويل وجد رجلاً وكان هذا الرجل ملكاً مبعوث من الرب عزوجل على هيئة بشر... فسأله الرجل كم لبثت؟
فقال العزير لبثت يوماً أو بعض يوم ... ظناً منه أنه نام لأيام معدودة
فأجاب الملاك بل لبثت ١٠٠ عام ....
لم يصدق العزير في بداية الأمر إلا أن الملاك أظهر له بالدلائل صدق ما أخبره ، فطلب منه أن ينظر إلى طعامه وشرابه وبالفعل نظر عزير إلى زاده فشاهده دون تعفن أو خرابٍ ثم طلب منه الملاك النظر إلى حماره فشاهده جلد وعظم
عندها أظن أن الملاك أخبره ما الذي جرى وأبلغه الغاية من موته مئة عام والغاية من عودته ... "ولنجعلك أية للناس"
ثم أجاب على تساؤل عزير قبل موته مباشرة وأمامه
فعدى عن أنه مات مئة عام ثم عاد إلى الحياة بهيئته السابقة دون تغيير فإن الله أعاد أحياء حماره أمامه فرأى عزير العظام أمامه تتحرك ووتجمع ثم كسى الله العظام باللحم فالجلد والشعر ليكتمل الحمار ويعود إلى الحياة
"وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما"
فأقر عزير بقدرة الخالق على كل شيء "فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير"
عاد الملاك من حيث أتى وخرج العزير من كهفه قاصداً القرية ليجدها عامرة بالبنيان والسكان
عندما وصل عزير إلى القرية أو المدينة سأل أهلها عن العزير إن كانوا يعرفونه فأجابوه أن عزير قد مات واختفى منذ مئة عام فأخبرهم أنه هو العزير
بالطبع رفض القوم بالبداية هذا الافتراء وأتهموا عزير بالجنون إلا أنه عند أصراره على كلامه قام السكان وهم بنوا إسرائيل على الأغلب قاموا بإحضار المعمرة والتي قالوا أنها بلغت ١٢٠ عام فطلبوا منها أن تصف عزير بحكم أنها تعرفه وقد عاصرته فقامت بوصف الشخص الواقف أمامهم تماماً
ليقروا بعدها أنه عزير وخاصةً بعد أن سمعوا القصة كاملة منه
قام بعدها العزير بإحياء التوراة وتعليمها لبني إسرائيل بعد أن ظنوا أنهم فقدوها بعد الخراب الذي لحق بمدنهم وقراهم وكتبهم على يد نبوخذ نصر
أمام هذا الإعجاز الحاصل مع عزير والذي بحسب اليهود لايمكن أن يحصل مع شخص عادي وتبجيلاً في دوره بإعادة إحياء توراة موسى وتعاليمها أطلق اليهود على عزير لقب ابن الله
فهل فهمتم المغزى من الآية الكريمة "قالت اليهود عزير إبن الله" ؟؟
بقي عزير يعلمهم التورات ويرشدهم إلى الصواب حتى توفي ودفن في قرية العيزرية كما ذكرنا سابقاً ويقال أنه قد دفن في جنوب العراق في محافظة العمارة لتنتهي بذلك قصة العزيرأو العازر أو عزرا الرجل الذي مات وعاد إلى الحياة ليثبت مقدرة الله تعالى على كل شيء.
إذاً أصدقائي هذا ماكان في جعبتنا حول عزير عليه السلام وقصته.
قصة عرفتنا على أبرز الشخصيات التاريخية التي يمكن أن توصف بأنها منسية، قصة تنعش ذاكرة من نسي أو تناسى معجزات الله عزوجل وقدرته على إحياء الموتى وإعادة العظام النخرة وأن تعالى هو الوحيد القادر على تغيير الأحوال مهما طال الزمن ومهما كثرت المصاعب والمقاسي
وأن الصالحين هم دون غيرهم بقيوا أيقونات التاريخ التي تختلف في تمجيدها وفضلها كل الديانات والمعتقدات، وحتى أن لم نشهد شيء في عصرنا فذلك |تاريخ| موثق لكن فيه عبرة ولنا في كل مقال قصة.
الكاتب : حسن فروخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك