كلب صيد كان البداية لسلسلة اكتشافات مريبة في فلوريدا - الجزء الثالث - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
وأثناء التحقيق مع ديفيد وسماع قصته مع ذلك الشخص الغريب في الغابة المحققين المسؤولين عن قضية الجثث في الغابة، كانوا مهتمين جداً، وبدأوا بالبحث والتحري عن الموضوع، فقد كان هناك شبه في طريقة القاتل المتسلسل الذي يبحثون عنه.
واكتشفوا أنه تم الإبلاغ عن سرقة هذه السيارة، في منطقة تشارلوت، نفس المنطقة التي وجدوا فيها ريتشارد وكيني، وأن مالك السيارة يدعى دانييل كونيهن سنيور، ولكن الذي قام بالإبلاغ عن سرقة السيارة، ابنه و يدعى دانيال كونيهن جونيور.
بدأ المحققين تحرياتهم عن الابن
واكتشفوا أنه يعيش مع والديه في |فلوريدا|، ويبلغ من العمر اثنان وأربعون عاماً، وأنه كان يخدم في البحرية، ولكنه سُّرح من الخدمة، وسُئل المسؤولون في البحرية عن سبب الاستغناء عن خدمات دانييل، وكان السبب ميوله العدائية، حيث أنه اقترب من أحد البحارة وقام بضربه بحجر كبير، من دون أي سبب.
وأصبح يعمل كممرض في مشفى، مما آثار الشكوك نحوه أكثر، بسبب التشويه في جثة ريتشارد، لأن من الواضح أنه من فعل شخص محترف، ويعرف جيداً كيف يستخدم السكين. وبهذه المعلومات أصبح دانييل مشتبه به في القضية.
وتم استجواب أحد أصدقاء دانييل المقربين وكانا يعيشان معاً في نفس المنزل، وأخبرهم بمعلومة مهمة وغريبة جداً، وهي أن دانييل كان لديه بعض الأفكار الغريبة، وأغربها أنه يتمنى ربط أحدهم ورؤيته وهو يعاني من الألم.
وبعدما عرف المحققون ذلك قرروا مراقبته لمعرفة جميع تحركاته
ولو أنه القاتل المتوقع، لابد أنه يبحث الآن عن ضحية أخرى ، ولاحظ المحققون أنه يذهب دائماً إلى مكان يجلس فيه المشردين في الطريق، وخطر في بالهم خطة توقعه في شر أعماله.
- حيث قام أحد رجال الشرطة، بالتخفي على شكل متسول، وكان في أوائل العشرينات، ووضع جهاز تسجيل تحت ملابسه، لتسجيل ما يدور بينه وبين دانييل من حديث، وبالفعل طلب منه دانييل أن يركب معه في سيارته، وعرض عليه مبلغ من المال، مقابل أن يقوم بتصويره في الغابة، وبالفعل ذهبوا إلى هناك، ولكن الشرطي قام بطرح بعد الأسئلة عليه، فشعر دانييل بالريبة، فتركه وذهب.
تم استجواب دانييل وسأله المحققون إذا كان قد خطر بباله يوماً ما، أن يقيد أحد ما على شجرة ويقوم بتصويره، فأنكر ذلك، وهنا تمت مواجهته بالحديث المسجل بينه وبين الشرطي، فشعر بالارتباك والتوتر.
وتم إصدار أمر بتفتيش منزله
وتم أخذ عينات من ألياف السجاد والأثاث، وقاموا بتفتيش سيارته، ووجدوا فيها شريط لاصق وسكين، وقاموا بأخذ شريحة من الطلاء لمقارنتها مع تلك التي وجدت على جسد ريتشارد، وتم إرسالها لمختبر التحليل الجنائي.
في تلك الأثناء اتصل أحد ضباط الشرطة، بالمحققين المسؤولين عن الضحية، وأخبرهم أن هناك جريمة حدثت منذ ثلاث سنوات، تشبه الجرائم في هذه القضية، لكن الضحية مازالت على قيد الحياة، وعلى الفور ذهب المحققون لمعرفة التفاصيل من الناجي، وأخبرهم أن رجل أخذه للغابة وأعطاه |المخدرات|، وقيده بجذع شجرة، وقام بتصويره، وفجأة بدأ يشد الحبل هو رقبته، ولكنه لم يجد حلاً سوى أن يدعي أنه فارق الحياة، وتمت مقارنة الجروح مع ماوجد على جسد ريتشارد وكانت مطابقة تماماً.
وأحضر المحققون ست صور لأشخاص مختلفين وبينهم صورة دانييل وأول ماشاهد الصور، أشار على دانييل وأنه هو الرجل الذي أخذه للغابة، وأصبح لديهم دليل مادي قوي يدين دانييل، وتم القبض عليه بتهمة الاعتداء ومحاولة قتل الضحية التي شهدت ضده.
وظهرت نتائج التحليل الجنائي
تطابقت شريحة الطلاء التي وجدت على جسد ريتشارد مع التي تم أخذها من سيارة دانييل، وكان من الواضح أنه كان يستدرج ضحاياه عن طريق المال.
وفي ١٩آب عام١٩٩٩، بدأت محاكمة دانييل، بتهمة قتل ريتشارد وكيني، وكان يدعي أنه بريء، ولم يعترف أبداً بما اقترفه، ولكن مع وجود الأدلة، تم الحكم عليه بالإعدام من الدرجة الأولى.
ولم تنتهي القضية هنا، فقد تم إيجاد حوالي ستة عشر ضحية في نفس الغابة، وأغلب الظن أن دانييل هو القاتل، ومع تطور علم الحمض النووي والانساب استطاعوا معرفة هوية بعض الضحايا، وآخر ماتم اكتشافه، ضحية يدعى جيري لمبرد، مواليد٣٠آب عام١٩٦٢.
فهل برأيكم عدد ضحاياه أكبر من ما تم اكتشافه؟
وهل كان العقاب كافياً من وجهة نظركم؟
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك