أشرس السفاحين في أمريكا سيزر بروني - الجزء الثالث - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
واستمر المحققون بالبحث والتحري واستطاعوا أخيراً معرفة مكان لينرد، فقد تم القبض عليه بتهمة أخرى، ولاعلاقة لها بجرائم القتل، وتم استجوابه وهو المتهم الرئيسي في هذه الجرائم.
تظاهر بالبداية بالاستغراب عندما تم سؤاله عن مارسا وشانتين
ووافق على الاعتراف بكل ما يعرفه، وأخبرهم أنه لم يكن هو المسؤول عن القتل، وأخبرهم قصة شانتين، وكيف طلبت منهم أخذها للمنزل، وبعد أن ركبت معهم بحوالي عشرين دقيقة، وصديقه الذي كان يقود السيارة، أخرج مسدس وأوقف السيارة، وهدد الفتاة وكان يضحك بشكل هستيري، وكانت تحاول إبعاد السلاح عنها، وفجأة أطلق عليها الرصاص، ورمى بها على جانب الطريق السريع.
وكان اسم صديقه سيزر بروني، وهو صديق لورين الجديد وجارتها بيتي، ولد في٤ كانون الأول عام ١٩٦٠، وقد كان عنيف وعدائي منذ طفولته، فقد كان يسرق من أصدقائه، ويفتعل معهم المشاكل، وعندما أصبح أكبر بقليل حاول خنق زوجة أبيه، وعندما كان في الخامسة عشر، اقتحم منزل جارتهم المسّنة وهددها بالسلاح لتخلع ملابسها، ولكن عندما رفضت تركها وخرج.
وبسبب أفعاله العدائية والمنحرفة،
دخل الإصلاحية(سجن المجرمين صغار السن) وعندما خرج بدأ بتعاطي |المخدرات| بمختلف أنواعها، وكان يشرب |الكحول| بشكل كبير، وباختصار كان شخص خطير، وتم القبض عليه بعد الخروج من الإصلاحية بجرائم مختلفة، وقضى سنوات في سجن فلوريدا، وقال أحد أقاربه أنه حاول قتل جدته، ولكنه اعتبر بريء بسبب عدم كفاية الأدلة.
وأثناء تحريات الشرطة، اكتشفوا أنه كان جندي في الجيش، ولكن تم تسريحه من الجيش لسببين أحدهما أنه حاول الأعتداء على زميلته، والآخر أنهم اكتشفوا أنه التحق بالجيش بإسم مزيف، لأن تاريخه الإجرامي لن يسمح له بالخدمة في الجيش، واتضح أن اسمه الحقيقي أدلوف رودي، وعلى الرغم من كونه شخص شرس وعدواني، إلا أنه كان جذاباً ووسيم ومهتم بنفسه، ومحط أنظار الفتيات من حوله.
وخلال فترة وجوده في |سجن فلوريدا|، هجم على حارسة في السجن وحاول الاعتداء عليها، فتم وضعه في قسم الحراسة المشددة، للسجناء المحكوم عليهم بالإعدام، وهناك التقى بتيد باندي أخطر السفاحين، وهو أمريكي وقتل مالا يقل عن ثلاثين سيدة، وكان يستمتع فيما يفعله، بقي سيزر معه حوالي شهرين، وأكد السجناء هناك أنهم كانوا يجلسون معاً فترات طويلة، وتم إطلاق سراح سيزر عام ١٩٨٧، وكان من الواضح أن تيد باندي، مصدر إلهام وقوة له.
وبالعودة إلى استجواب لينرد، الذي كان يملك حجة غياب قوية في جريمة الممرضة مارسا وبيتي ويليمز، وهكذا تأكد المحققون أن سيزر هو المسؤول عن هذه الجرائم، والمفاجأة أن سيزر كان يعمل كمساعد ممرض في نفس المشفى التي تعمل فيها مارسا، وكان بينهم خلافات، وغالباً أنه أراد الانتقام منها.
في٢٧شباط عام ١٩٩٣، تم القبض على سيزر في مكان عمله بالمشفى
وقررت الشرطة الذهاب لمنزل سيزر لتفتيشه، ولكن عند وصولهم كان المنزل يحترق، وتم استجواب زميله الذي كان يسكن معه في المنزل، في البداية أنكر علاقته بالحريق، ولكن بعد الضغط عليه، أخبرهم أن سيزر تواصل معه السجن، وأخبره أنه يجب عليه إحراق المنزل.
وفتش المحققين المنزل بعد إخماد الحريق، لأن طلبه بحرق المنزل، يدل على وجود شيء يريد إخفائه، وبالفعل وجدوا دليل مهم ولكن في قضية قتل أخرى، جريمة قتل غير محلولة حدثت قبل سنة من حدوث هذه الجرائم، لسيدة عمرها أربعة وستون سنة، تدعى مارغريت شميد، وكانت قد خنقت في منزلها، وكان هناك آثار لحذاء على الأرض، وهو نفس الحذاء الذي تم إيجاده في منزل سيزر.
واكتشفت الشرطة أن سيزر قام ببيع سيارته، واستطاعوا الوصول إليها، ووجدوا فيها بعض الأدلة المهمة، حيث كان هناك في القعد الخلفي آثار لبقع تم تنظيفها، وتبين أنها آثار دماء مارسا. وحسب ماقاله لأحد السجناء أنه دخل لمنزل بيتي، وهددها بالسلاح، وبسبب خوفها الشديد تعرضت لسكتة قلبية.
وفي كانون الأول عام ١٩٩٤ بدأت محاكمة سيزر
وأخذ حكم إعدام منفصل في كل جريمة ارتكبها ، عن قتله مارسا وشانتين ومارغريت، وحكم المؤبد في جريمة قتل بيتي ويليمز.
ولكن في عام ٢٠٠٩، توفي سيزر في السجن، وكان في انتظار حكم إعدامه، وكان يبلغ من العمر تسعة وأربعون عاماً، وحكم على لينرد بعشرين عام بسبب مشاركته له وتواطئه معه.
هل برأيكم أن سبب جرائم سيزر بسبب شيء حدث معه في طفولته أم أن طبيعته هي التي تسيطر على تصرفاته؟
شاركنا آرائكم....
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك