ما هو سور الصين الأخضر العظيم؟ - الجزء الثاني - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
العاصمة الصينية تعاني من التلوث
تبعد العاصمة الصينية بكين أقل من مئتين وخمسين كيلو متراً عن |الصحراء|، ولطالما عانت من العواصف الرملية، ومع انتشار المزيد من المصانع على أطراف العاصمة، أصبحت أجواء العاصمة الصينية من أكثر الأجواء تلوثاً في العالم، فنجد أن ارتداء الكمامة منتشرٌ في بكين قبل انتشار وباء كورونا بكثير، فالناس هناك يعانون كثيراً من تلوث الهواء منذ عدة عقود.
سور الصين الأخضر العظيم
تنتشر الصحاري الصينية في شمال البلاد، ولكنها تزحف باستمرارٍ نحو وسط وجنوب الصين، وتملك الصين واحدةً من أسرع الصحاري توسعاً في العالم، ولذلك توجّب على الحكومة الصينية اتخاذ تدابير فوريةً وحازمةً لوقف التصحّر، فأطلقت مشروع بناء سور الصين العظيم الأخضر، وذلك بزراعة أكبر غابةٍ من صنع البشر في العالم، وتتوقع أن تتمكن قبل عام 2050 من زراعة غابةٍ تضم مليارات الأشجار.
طموحاتٌ وتدابير
تطمح الحكومة الصينية إلى أن يبلغ طول |الغابة الصناعية| حوالي 4480 كيلو متر، وأن يصل عرضها إلى مئةٍ وخمسين كيلو متراً، بحيث تحيط بكامل حدود الصحاري الشمالية، ولكي تتمكن من فعل ذلك، فقد اتخذت مجموعةً من التدابير وأطلقت جملةً من القوانين الصارمة ضد قطع الأشجار وعمليات |الرعي الجائر|، كما شجّعت المزارعين على زراعة مختلف أنواع النباتات والمحاصيل، كما أصدرت قانوناً يلزم كل فردٍ صيني بزراعة ثلاثة أشجارٍ سنوياً على الأقل.
إلى أين وصل المشروع الصيني؟
في عام 2016، خرج رئيس الوزراء الصيني ليعلن بأن حكومته نجحت حتى ذلك الوقت باستعادة خمسةٍ وعشرين مليون فدان من الأراضي الصحراوية، فحولتها إلى غاباتٍ حقيقية، وتتميز تلك الغابات بتنوع المحاصيل والأشجار المزروعة فيها، ومعظمها محاصيل مثمرة لا تحارب التصحّر فقط، بل تؤمن كمياتٍ كبيرةً من الموارد الغذائية للصينيين، كما أنها تساهم في تحسين نوع التربة وتصد العواصف الرملية.
تقلص المساحات الصحراوية في الصين
إحدى الصحاري الشهيرة في الصين تسمى صحراء "أوردوس"، وقد تمكنت الحكومة الصينية عبر التدابير والإجراءات والقوانين التي أطلقتها من تحويل 94% من تلك الصحراء إلى غاباتٍ خضراء، ما سيعني بأن تلك الصحراء ستختفي تماماً خلال سنواتٍ قليلة، أما باقي الأراضي الصحراوية فقد تم استصلاح ما يتراوح بين 40 و60% من مساحتها.
الشجرة المثمرة يرميها الناس بالحجارة
رغم ضخامة المشروع الصيني في محاربة التصحر، ورغم كلِّ ما أنجزه حتى الآن، فإنه لا زال يتعرّض للكثير من الانتقادات من قبل المعارضين، فهم يدّعون بأن 15% فقط من المحاصيل المزروعة قد تمكنت من النجاة، وبأن هذا المشروع يستهلك الكثير من المياه الجوفية القليلة أصلاً، وبأن المشروع بكامله مجرد إجراءٍ اسعافي لن يحقق أهدافه.
رغم الانتقادات الموجّهة لمشروع سور الصين الأخضر العظيم، فإنه يبقى مشروعاً هاماً وتجربةً ناجحةً نحتاج إلى تكرارها في الكثير من دول العالم، وبخاصةٍ في عالمنا العربي الذي يفتقر إلى الكثير من الأراضي الخصبة ويعاني من الصحاري الواسعة التي تمثّل معظم أراضيه
فإذا كنت تشاركنا الرأي فشارك المقال.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك