كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارهاو تفسير لغزها؟ - الجزء الأول - تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
- والدولة الآشورية التي احتلت نصف الشرق الأوسط.
أين اختفت ومالسبب في سقوطها؟ ولماذا لم تستمر حتى اليوم؟
والحيثيين الذين حكموا كل الأناضول، وحضارة أوغاريت والكثير من |الحضارات في العالم| القديم أين اختفوا من الوجود في آن واحد؟.
فما هو سر انهيار الحضارة في مصر والعراق والأناضول؟
سنحاول أن نجد إجابات لهذه الأسئلة المحيرة والتي حيرت مجتمع التاريخ في العالم كله، وليس نحن فقط.
في عام ١٩٣٨، اكتشف الباحث الأثري "شارل ديكسيه" أطلال مدينة "خاتوشا"
والتي تقع في محافظة جرم في الشمال الأوسط لتركيا، كانت خاتوشا في أحد الأيام عاصمة للدولة الحيثية التي كانت في أوج قوتها في |القرن الرابع عشر| قبل الميلاد، حيث كانت تحكم كل الأناضول و|شمال العراق| وأجزاء من الشام.
ومن خلال ما تبقى من آثار لهذه المدينة، تبين بأنها كانت محصنة بسور مزدوج محاط بمئات الأبراج، ولها بوابات ضخمة مزينة بتماثيل الأسود، واكتشف |باحثي الآثار| الذين يعملون في المنطقة، أن سكان المدينة كانوا يعملون في زراعة القمح والشعير والعدس، ويصنعون ملابسهم من صوف الأغنام والتي كانوا يرعوها في التلال القريبة من خاتوشا.
واكتشفوا أنهم كلما قاموا بالحفر في أي مكان بالمدينة وعلى عمق محدد كان يوماً ما أرضية للمدينة القديمة، يجدون طبقة رقيقة من الرماد الأسود، تاريخ هذا الرماد الناتج عن احتراق القش و الأخشاب في نيران شديدة، يعود لعام ١٢٠٠ قبل الميلاد، وبعد بحث وتدقيق العلماء وجدوا أن كل المؤشرات تؤكد أن |خاتوشا| انتهت نهاية جحيمية وأنها أحرقت بالكامل وبشكل وحشي.
وظلت هذه المدينة مهجورة لقرون عدة كانت عبارة عن مكان مخيف ومرعب ومهجور.
وبالرغم من الإثارة في قصة خاتوشا
إلا أنها ليست السر المثير الذي سنتحدث عنه، لأن السر يتعلق بانهيار الحضارات في منطقة حوض المتوسط فالحضارة الأغريقية والحيثية هلكوا تماماً. والدولة الآشورية الوسطى في العراق تراجعت إلى حدودها الأصلية بعدما تخلت عن جميع مستعمراتها.
والإمبراطورية الثالثة في مصر تلقت ضربة أضعفتها تماماً، وكل ذلك حدث في نفس الوقت.
فمن هو العدو الذي لم يكتفي بحرق خاتوشا وإنما قضى على كل أشكال الحضارة في منطقة الشرق الأوسط تقريباً.
وهناك على بعد عشرين كيلومتر إلى الشمال من خاتوشا
هناك مدينة تسمى "آلاجا هيوك" حيث كان الحيثيين يدفنون فيها ملوكهم في مقابر ضخمة، في هذه المدينة نفس الظاهرة التي وجدت في خاتوشا، ففي نفس العمق يوجد أيضاً رماد أسود.
وأيضاً على بعد مئة كيلومتر إلى الشرق يوجد مدينة ثالثة كانت تعتبر من المدن الحصينة للحيثيين هي" قره أوجلان"، وكانت آثار رؤوس الأسهم على أرضها كانهمار المطر، وبقايا عظام سكان المدينة رجالاً ونساءً وأطفالاً موجودة في أماكنها، في طرقات وشوارع المدينة.
ولو بحثت في أي مدينة موجودة في دائرة ألف كيلومتر من خاتوشا، سوف تجد نفس مظاهر الدمار والتي تعود لنفس الوقت من عام١٢٠٠ قبل الميلاد.
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك