الأسباب المتوقعة لانهيار حضارات الشرق القديمة تصميم الصورة ريم أبو فخر |
استكمالاً للمقال السابق لنتابع سرد الأحداث الشيقة ..
أما الأوضاع في مصر فقد فكانت مختلفة، فالملك "رمسيس الثالث" هو ابن الملك "سيت نخت" الذي استولى على الحكم بالقوة، وأسّس الأسرة العشرين لملوك مصر
ثم مات تاركاً الحكم لابنه الذي أطلق على نفسه اسم |رمسيس| الثالث تيمناً بالملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر لأكثر من سبعةٍ وستين سنة، وعُرف بقوته وجبروته.
من هو رمسيس الثالث:
لم يكن رمسيس الثالث من سلالة الملوك، ولكنه كان ملكاً عادلاً وحكيماً ومحارباً شجاعاً، وقد ترك منشآتٍ عظيمة، فقد أرسل بعثاتٍ استكشافيةٍ عبر البحر الأحمر، اكتشفت مناجم للنحاس في اليمن
ورغم انتصاره على شعوب البحر، إلا أن الأوضاع الإقتصادية لمصر بدأت تتراجع بسرعة بعد تلك الغزوات
فبعد انهيار| الحضارات| المجاورة التي كانت أشبه بشريان الحياة التجارية لمصر، بدأت مصر تتداعي وتضعف، ومع تعاقب سنوات الجفاف والقحط، وصلت مصر إلى أضعف أوقاتها.
أوضاع مصر بعد موت رمسيس الثالث:
بعد موت رمسيس الثالث، بدأت القوة السياسية للملوك تضعف، في حين قويت السلطة الدينية، فأصبح الكهنة في معبد طيبة هم الحكام الفعليون للبلاد
فاضطربت أوضاع البلاد واضمحلت قوة الدولة حتى تفككت تماماً في عهد رمسيس الحادي عشر، آخر ملوك الأسرة العشرين.
العلم الحديث يكتشف هوية شعوب البحر:
من الشعوب التي شاركت شعوب البحر في غزو الشرق القديم شعب "بيليسيت"، وهذا الشعب قد خاض حرباً ضروساً مع المصريين في عهد الملك رمسيس الثالث
فقد هزمهم في المكان الذي يعرف اليوم باسم "رفح" ودفعهم نحو "غزة" فسكنوها منذ ذلك الوقت، ومنهم أخذت المنطقة اسم فلسطين
وفي محاولةٍ لمعرفة أصل شعوب البحر الغزاة، قام العلماء حديثاً بدراسة |الحمض النووي| لبعض الجثث التي اعتقدوا بأنها تعود لتلك الشعوب، فوجدوا بأنها تنحدر من أصولٍ قادمةٍ من جنوب أوروبا
ولمعرفة سبب غزوهم لبلاد المشرق، لا بدَّ من معرفة التغيّرات المناخية والتاريخية التي حدثت في جنوب أوروبا آنذاك.
حين طردت أوروبا أبناءها جوعاً:
يذكر |المؤرخون| بأن أوروبا بشكلٍ عام، تعرّضت لفترةٍ طويلةٍ من الجفاف والقحط، تسببت بانتشار المجاعات والأوبئة، كما تصاحب ذلك بانفجار بركان "هيكلا" في أيسلندا، وهو من أعنف براكين العالم
والذي أدى انفجاره إلى غرق أوروبا في الظلام لأكثر من عشرين سنة، بسبب ما نفثه من رمادٍ وخبثٍ بركاني في السماء
ولعلّ غياب الشمس طوال تلك السنوات هو سبب القحط والمجاعات التي ضربت أوروبا ودفعت شعوبها لغزو بلاد المشرق بتلك الأعداد الهائلة والطريقة الوحشية.
في النهاية بقي أن نقول بأن ما عرضناه ليس الأسباب المؤكدة أو الوحيدة وراء انهيار حضارات الشرق القديم، فربما كان هناك المزيد من الأسباب التي قد نجهلها
ولكن ما ذكرناه له حتماً دورٌ كبيرٍ في ذلك الانهيار، فإذا كانت لديك أفكارٌ أخرى فشاركنا بها كي تنتشر المعرفة
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك