النمرود الملك الطاغية - الجزء الأول - حسن فروخ

 النمرود الملك الطاغية 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

الملك النمرود أكثر ملوك التاريخ أثارةً للجدل 

رمزٌ للتجبر والطغيان وقصة موته الغريبة.

هل هو حقاً من بنى |برج بابل| الذي كان الحدث الفاصل في الكون؟

وهل حقاً ماوجدوه هو قبره؟

النمرود الملك الطاغية:

ارتبط اسم النمرود منذ غابر الأزمنة وحتى يومنا هذا بالطغيان والتجبر كما أننا منذ صغرنا لطالما سمعنا اسم  النمرود مرتبطة بقصة النبي| إبراهيم عليه السلام|.

النمرود هو أحد الملوك الأربعة الذين ورد ذكرهم في أكثر من نص ديني وعند أكثر من مرجع.

حيث قال رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام فيه حديث شريف 

"ملك الأرض مؤمنان وكافران فالمؤمنان سليمان وذو القرنين والكافران نمرود ومختنصر"

من هو النمرود؟

ولد النمرود سنة ٢٠٥٣ قبل الميلاد في مدينة بابل المتحضرة بحضارة أورك واختلف المؤرخون بنسب النمرود فمنهم من قال أن اسمه النمرود بن كوش بن كنعان بن سام بن |نوح عليه السلام|، ومنهم من قال أن نسب النمرود ينتهي إلى حام ابن نوح عليه السلام.

مايعرف بجدول الأمم أنه النمرود ابن كوش ابن حام ابن نوح أما والدته فهي قرنابيل بنت باتاويل ابن تيراس ويجرد بنا أن نذكر أن الكتب لم تتحدث عن والدة النمرود وقد ذكرت الكتب القديمة أن للنمرود ستة أخوة.

لم يذكر التاريخ اسم زوجة النمرود إلا ماورد ذكره في كتاب الكاهن (ألكسندر هسلو) سنة ١٨٥٨ باسم البابليون الاثنين أن الملك الغامض والمثير للجدل (سميرا ميس) كانت زوجة النمرود مع العلم أنه لايوجد أي دليل تاريخي يدعم صحة ادعائه حسب ماورد في كتاب الكاتب (منصور حكيم محمد عبد الجليل) 

الملك النمرود أول جبابرة الأرض فإن للنمرود ولدان من صلبه واحد يدعى (كوشة) والآخر اسمه (النمرود الصغير) تداولت عدة ثقافات ذكرت وسيلة النمرود بعضها ذكرها مباشرة والبعض لم يذكر اسمه بشكل مباشر 

والبعض الأخر اختلف مع الثقافات الأخرى من ناحية طريقة موته الغريبة والتي سنتناولها لاحقا في سياق المقال.

ذكر النمرود في بعض الكتب اليهودية

 مثل (التوراة) و(التلمود) و(سفر التكوين) أول الكتب اليهودية كما ذكر في (الإنجيل الأول) أو الإنجيل القديم لأنه كان جبار في الأرض صيد أمام الرب.

أما في التراث الإسلامي فقد ورد ذكره في العديد من التفسيرات في |القرآن الكريم |حيث أن اسم النمرود لم يذكر في النص القرآني بشكل مباشر وقد ربط المفسرون في قصة النبي إبراهيم المذكورة في سورتي الأنبياء والبقرة.

كما ذكر النمرود في الثقافة الأرمينية حيث أورد موزخ خورن وروبرت طومسن في كتاب سلالة أرمينيا الكبرى سنة ٨٧ أن جد الأرمن هايغ هو من قضى على النمرود والذي يسمى بحسب هذه الثقافة (بيل).

حكم النمرود بلاد شنعار والمعروفة حالية ببلاد الرافدين مما فسر اسم النمرود بأكثر من منطقة بهذه البلاد مثل: بيرس نمرود وتل نمرود ومدينة نمرود التي سنأتي على ذكرها لاحقاً.

حكم النمرود 

بحسب أغلب الروايات ٤٠٠ عام وفي روايات أخرى أنه حكم ٤٠٠ عام وقدى ٤٠٠ عام أخرى يتعذب بما كان سبب موته.

أنشأ النمرود مدن| بابل |"اكاد وأوروك" كما ذكر في التوراة وسفر الأخبار الأول وسفر ميخا كما أنه لم يكتفي بأرضه بل فتح مدن أخرى في أرض أشاور وبنى مدينة كالح ورسن وروحوبوت 

غير أي المدينة الرحبة بحسب الكتب اليهودية القديمة.

ذكر أغلب المؤرخين أن النمرود كان من أعتى وأطغى الملوك على وجه الكرة الأرضية حيث نصب النمرود نفسه إلهاً على شعبه وعاقب كل من خالفه بالحرق والقتل بحسب ماذكر القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن.

 وقد ذكر في كتاب المغل أو مايعرف ب book of rolls أن النمرود كان أول من ارتدى التاج على رأسه حيث تذكر الرواية أن النمرود رأى في السماء قطعة من القماش الأسود وتاج فأمر ساسان الخياط أن يحيك له تاج مماثل له وقام بوضع المجوهرات عليه ورتداه ليكون أول من ارتدى تاجاً من الملوك بحسب الرويات المذكورة في الكتاب الآنف ذكره 

كذلك قال أبن كثير في كتبه البداية والنهاية أن النمرود أول من وضع التاج واستمر في ملكه ٤٠٠ عام.

نجبر النمرود وطغيانه

أسس النمرود جيشاً عظيماً كانت الأرض تهتز عندما يدخل إليها هو وجيشه واستخدم النمرود جيشه لغزو الأراضي الأخرى ليصبح صياداً للشعوب بعدما كان صياداً للوحوش أغلب الروايات تشير تمرد النمرود على الله وتنصيب نفسه إلهاً على البشر وتحّديه لله الواحد الأحد

 نتيجة لهذا الطغيان والتمرد كانت نهايته أغرب وأبشع النهايات التي مازال التاريخ يذكرها الى يومنا هذا ومن أحد أبرز مظاهر تمرده على الله.......

لكي تعرف على أبرز تمردات النمرود على الله فعليك أن تتابع قراءة المقال اللاحق. 

حيث أننا سوف نستعرض أحداث و حقائق مثيرة و مدهشة أيضاً..

بقلمي :حسن فروخ