الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية تصميم الصورة ريم الحموي |
حروب عبد الرحمن الثالث مع الأوروبيين:
أصبح عبد الرحمن الناصر لدين الله خليفةً للمسلمين، فأطلق حملةً للجهاد ضد ممالك المسيحيين في شمال الأندلس
فبعد وفاة "ألفونسو الثالث" ملك "أستوريا"، تقاسم أبناؤه مملكته، فنشأت عدة ممالك منها مملكة "ليون" و"قشتالة" و"نافارا" و"برشلونة"
فقرر عبد الرحمن سنة 939 م، أن يخضع تلك الممالك وينهي خطرها الدائم على دولته إلى الأبد
فقد تمكن منذ عام 920 م من الانتصار على جيوش تلك الممالك في عدة معارك فأوقف زحفها باتجاه أراضيه.
الصلح سيد الأحكام:
جهزّ عبد الرحمن الثالث جيشاً قوياً قاده بنفسه وتوجّه به نحو مملكة ليون، ولكنه خسر أمام الجيوش المسيحية في معركة الخندق الشهيرة رغم تفوق جيشه بالعدد والعتاد
ولكن المسيحيين لم يستغلوا انتصارهم بشكلٍ جيد بسبب خلافاتهم فيما بينهم، وذلك ما سمح لعبد الرحمن باستغلال تلك الخلافات فعقد مع الملوك المسيحيين اتفاقات صلحٍ مكّنته من التفرّغ لمواجهة عدوه الأخطر المتمثّل بالدولة الفاطمية في الجنوب
فكان يدعم أعدائهم مثل دولة الأدارسة وقبيلة "زاناتا"، وكثيراً ما أرسل أسطوله لمهاجمتهم.
الصراع مع الفاطميين:
تمكّن عبد الرحمن الثالث من إخضاع بعض المدن الساحلية في شمال المغرب لحكمه، مثل مدن سبتة ومليلة وطنجة، ولكنه فشل في صد هجوم الأسطول الفاطمي على مدينة "الميرية" سنة 955 م
وقد خسر الكثير من سفن أسطوله في تلك المعركة، وبالتالي لم يستطع عبد الرحمن حسم الصراع مع| الفاطميين|، ولكنه أوقف زحفهم نحوه
أما الدولة الفاطمية فقد استطاعت أن تبسط سيطرتها على كامل الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط بعد أن توسّعت نحو ليبيا ومصر.
ازدهار الأندلس في عصر عبد الرحمن الثالث:
لم تتميز فترة حكم عبد الرحمن الثالث بالانتصارات السياسية والعسكرية فقط، بل ازدهرت في حكمه الإنجازات الاجتماعية والثقافية أيضاً
فقد اهتم كثيراً بتطوير |الأندلس| على مختلف المستويات، فازدهرت في عصره العمارة والزراعة والاقتصاد، فأصبحت |قرطبة| في عهده أهم مدن العالم، ومركزاً حضارياً وثقافياً ذائع السيط
كذلك أنشأ مدينة الزهراء، وأنشأ فيها قصره وجامعه ومكتبته، فأصبحت من أجمل مدن العالم.
استتباب الأمن والاستقرار في عهد الحكم الثاني:
توفي عبد الرحمن الثالث سنة 961م، فتولى الخلافة من بعده ابنه الحكم الثاني الملقب بالمستنصر بالله، وقد استمر العصر الذهبي لقرطبة في عهده
وقد بدأ حكمه ببعض المعارك مع الممالك المسيحية التي نقضت عهدها مع والده، فتمكن من تثبيت أركان دولته وإثبات قوته
ثم عمل على إحلال السلام في شمال بلاده، أما بالنسبة للفاطميين فقد اكتفى شرّهم بسبب انشغالهم في مشاكلهم بعد احتلالهم مصر، فاكتفى الحكم الثاني بدعم أعدائهم في المغرب العربي
وبذلك تمكن من إحلال السلام والاستقرار على كامل أراضيه.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك