النمرود الملك الطاغية تصميم الصورة وفاء مؤذن |
في الأزمنة القديمة كان هناك ملوك حكمت الأرض منها العادلة ومنها الطاغية والظالمة.
ولقد استعرضنا في مقالنا السابق عن أعظم الملوك طغياناً وتمرداً في تاريخ البشرية حيث وصنا في سرد قصتنا إلى أبرز تمردات النمرود على الله سبحانه وتعالى ألا وهو برج بابل.
سوف أروي لكم عن حقيقة برج بابل
هو بناء بنية في| مدينة بابل |بحسب ماذكر أغلب المؤرخين القدماء وقد ربط الكثير من المؤرخين القدماء بين برج بابل والنمرود
ومن أبرزهم الأديب الشهير المؤرخ يوسيفوس فلافيوس الذي عاش في القرن الميلادي الأول
حيث أعتقد هذا المؤرخ أن بناء برج بابل كان بتوجيه من النمرود تمرداً و تحدياً للإله و هو ما ورد ذكره كذلك في التلمود .
و قيل أن النمرود بنى برج بابل ليصل إلى الآله في السماء و قيل أيضاً أنه بنى البرج لكي لا يغرق في الطوفان كما حدث في زمن النبي نوح عليه السلام
كما ذكر الكاتب الكبير عباس محمد العقاد في كتابه عن| ابراهيم عليه السلام |عن حادثة بناء البرج حيث قال العقاد أن النمرود أراد أن يتحدى إله ابراهيم فبنى لنفسه برج عاليا وصعد عليه ثم تفقى يرمي السماء بالسهام حتى عاد إليه سهم منهم وقد استبخ بالبخيخ الأحمر
فخيل إليه أنه قد أصاب مرماه ولكن لم يلبث أن سقط على الأرض وسقط معه قومه
ونهضو من سقطتهم بكلام لايفهمونه...
وقد ذكر الطبري بناء برج بابل بواسطة النمرود هو سبب لعنة الله التي أنشأت اللغات والقبائل المختلفة وتعدد الألسن
يعد هذا البرج ومارفقه من روايات من أبرز الدلائل والطغيان من هذا| الملك| ومن أبرز القصص وأقدمها والتي اعتدنا على سماعها
بل وذكرت في القرآن الكريم في سورتي البقرة والأنبياء حيث ذكر بعض مفسري القرآن أن النمرود قد رأى حلماً طلع فيه كوكب من السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبقى أي ضوء فقال المنجمون والكهنة في تفسير الحلم أنه سيولد ولدفي هذه السنة قد يكون هلاكه على يديه.
فأمر بذبح كل ولد يولد في كل السنة وولد إبراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر
ويشرح المفسرون أن إبراهيم قد دعى قومه إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله الواحد لكنهم رفضو وتعندو بالكفر فقام إبراهيم بتكسير أصنام قومه وعندما سأله قومه قال أن كبير الأصنام قد حطمها
فأعدو ناراً عظيمة لإحراقه بأمر من النمرود ولكن الله جعلها برداً وسلاماً على نبينا إبراهيم عليه السلام
وقد تعجب النمرود من نجاة إبراهيم فأراد مناظرته ومجادلته في أمر ربه فتحدى النبي إبراهيم عليه السلام النمرود الذي كان يدعى الألوهية أن يحي الموتى وأن يأتي الشمس من مغربها فلم يستطيع النمرود إثبات ادعائه الباطل
فبهت الذي كفر
ويقول المؤرخون أن الأرض الواقعة في أرض بابل بين الكوفة والحلوة وتحديداً أرض بورسيبا وهو الاسم الأقدم للمنطقة هي مكان حادثة إحراق النبي إبراهيم وليس مكان دفنه بحسب ماذكر بكتاب الملك النمرود أول جبابرة الأرض للكاتب منصور عبد الجليل
ومع كل الطغيان والتجبر الذي مارسه النمرود وادعائه الألوهية إلا أن قصة موته تبين نهاية كل جبار وطاغية في الأرض.
تناول العديد من| المفسرين |قصة وفاة النمرود وأتفقو بأغلبهم على أن سبب وفاته كان (بعوضة)
نعم بعوضة سبحان الله ..
أصغر مخلوقات الله قتلت أعتى وأطغى مخلوقات الله
وعن قصة وفاته قال المفسرون بعث الله الى ذلك الملك الجبار ملكاً يأمر بالإيمان بالله فرفض ثم دعاه الثانية ورفض ثم دعاه الثالثة فرفض وقال أجمع جموعك وأجمع جموعي
فجمع النمرود جيشه وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليهم ذباباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس
فسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماً بادية ودخلت واحدة في منخر الملك فمكثت في منخره ٤٠٠ سنة عذبه الله تعالى بها فكان يضرب رأسه بالمزراب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عزوجل بها.
أين هو قبرالملك الطاغية ؟؟
إلى يومنا هذا لم يستطع |المؤرخون |أو الباحثون اكتشاف قبر النمرود أو حتى مكان دفنه وهو مايزيد بالغموض بهذه الشخصية وقد تم الخلط بين المقبرة والكنوز التي وجدت في مدينة النمرود في العراق
وقد تداولت |وسائل التواصل الاجتماعي| صور هياكل عظمية مرتدية حلي وأساور وأخرى لكنوز ثمينة وقد زعمت هذه الصور أن هذه المقبرة تعود للنمرود وزوجته
وهو ماتم نفيه لاحقاً حيث أكدت وكالة تدقيق الحقائق الفرنسية أن صور الهياكل تعود لكشف أثري في إيران وهي تعود إلى رفات قديسين كاثوليك
كما أشار موقع the guardian البريطاني في التاسع عشر من نوفمبر عام ٢٠١٣م أما الكنوز الأخرى فتعود الى مقبرة ملكية اكتشفت في منطقة نمرود والتي تعرف بأنها مدينة آشورية قديمة في العراق وربما يكون هذا سبب اللغط الحاصل بشأن قبر النمرود.
أخر الاكتشافات بشأن قبر النمرود
هو ماصرحت به بعثة تركية إلى جبل النمرود في منطقة بيتليس شرقيّ تركيا حيث ذكر الكاتب و الباحث محمد تورهان ساردار أن فريقه استطاع تحديد موقع القبر بعد فترة طويله و مكثفه من البحث
و بحسب الباحث فإن القبر بقي بالجبل مكان اكتشافه هو ما يزيد التساؤلات حول سبب عدم فتح القبر أو عدم اكتشاف أي من الكنوز التي يعتقد أنها مدفونة مع النمرود
و لهذا اليوم لم تتوصل أي بعثة جديدة لأي اكتشاف جديد يؤكد مكان قبر النمرود و يحل لغز هذا القبر الغامض.
بعد كل ماتناولناه من حقائق ومعلومات هل كشف النقاب عن هذه الشخصية المحيرة؟
أم أن المزيد من الأبحاث تكشف لنا حقائق أخرى عن النمرود وزمانه وكل يمكن الجزم بأن قبر النمرود قد اكتشف فعلاً!!!
أم أن هذا القبر لايزال لغزاً يحير |العلماء| والباحثين.
وأخيراً هل يتعظ جبابرة وطغاة العالم الجديد من عذاب النمرود ونهايته المظلة؟؟؟
لا أحد يعلم...
أصدقائي هذه قصة النمرود والمعلومات الواردة عنه باختصار لاتنسوا أن تشاركوني بأي رأي او معلومة في التعليقات وأن تشاركوا هذا المقال بين الأصدقاء و الأقارب ليعرفوا حقيقة النمرود.
بقلمي: حسن فروخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك