الدولة الإسلامية في الأندلس - عصر الخلافة الأموية تصميم الصورة ريم الحموي |
كانت| قرطبة| عاصمةً للدولة الأموية في الأندلس، فكانت منارةً ومقصداً للعلماء والأدباء والفنانين من مختلف أصقاع الأرض، وخاصةً أوروبا التي كانت تعيش أكثر فتراتها ظلاماً وضبابيةً
فكانت قرطبة تجذب كل من يبحث عن المال والشهرة والعلم والثقافة
وكانت الأندلس تعيش عصرها الذهبي في فترة| الخلافة الأموية|، فقد ساهمت المكتبات ومراكز الترجمة في قرطبة، بنقل مختلف أشكال العلوم والثقافات القديمة إلى أوروبا، وخاصةً العلوم اليونانية والإسلامية
وقد شكّلت تلك المعارف والعلوم نواة عصر النهضة الأوروبية اللاحقة.
أميرٌ جديدٌ وتحدياتٌ جديدة:
عند تولي عبد الرحمن الثالث مقاليد الإمارة في| الأندلس| سنة 912م، كانت الدولة تعاني مختلف أشكال الضعف السياسي والعسكري، فقد انفصلت جميع المدن عن حكم قرطبة
وتوسّعت الممالك المسيحية في شمال البلاد فاستولت على الكثير من المدن والحصون الأموية، فكان أول تحدٍ لعبد الرحمن الثالث هو مواجهة تمرد المدن الأندلسية وعلى رأسها مدينتي طليطلة واشبيليا
كما توجب عليه مواجهة ثورة عمر بن حفصون في الجنوب.
ثورة عمر بن حفصون:
استطاعت ثورة عمر بن حفصون أن تنتزع جزءً من أراضي الدولة الأموية في الأندلس، وقد عجز أمراء قرطبة السابقين لعبد الرحمن الثالث أن يخمدوا تلك الثورة
وقد قويت شوكتها كثيراً بعد تحالفها مع الفاطميين في الجنوب (دول المغرب الغربي) والممالك المسيحية الشمالية
حتى أن عمر بن حفصون قد تحوّل إلى الديانة المسيحية، وأنشأ في عاصمته "بوباسترو" الكثير من الكنائس، فكان على عبد الرحمن الثالث ان يواجه قوةّ متناميةً ذات تحالفاتٍ قويةٍ مع مختلف أعداء الدولة الأموية.
إخماد ثورة عمر بن حفصون:
بدأ عبد الرحمن الثالث فترة حكمه بتقوية جيشه، حتى استطاع أن يتغلّب على جيش عمر بن حفصون في عدة معارك، كما استطاع أن يستردَّ منه بعض المدن والحصون، حتى أجبره على الإذعان وطلب الصلح
وقد التزم بذلك الصلح حتى وفاته سنة 917م
ولكن أولاده عادوا لمعاداة| الأمويين|، فاضطر عبد الرحمن الثالث سنة 928م لاقتحام عاصمتهم وارتكاب الكثير من الأعمال المثيرة للجدل، فقد نبش قبر عمر بن حفصون وصلبه مع أولاده وقتل ابنته، وذلك بحجة تطبيق حد الردّة عليهم
كما هدم الكنائس التي بناها الحفصيون، ولكنه بذلك استطاع إخماد ثورتهم واستعادة سيطرته على كامل مدن الأندلس.
تحوّل إمارة الأندلس إلى خلافة:
في سنة 929م، قام عبد الرحمن الثالث بإعلان نفسه خليفةً للمسلمين، وأطلق على نفسه لقب الناصر لدين الله فقد رأى نفسه أحقَّ بالخلافة من الخليفة العباسي الذي أصبح ضعيفاً
خاصةً بعد تنامي قوة الخلافة الفاطمية الشيعية في المغرب، وانفصالها عن الدولة العباسية السنية، وبذلك انتهى عصر الإمارة الأموية في الأندلس، وبدأت حقبة الخلافة
ليبدأ معها العصر الذهبي للأندلس.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك