هل ستختفي بريطانيا العظمى من خريطة العالم؟ تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
نفط سكوتلاندا للاسكوتلانديين:
في فترة الحرب سنة 1973، استخدم العرب سلاح النفط، فارتفعت أسعار النفط كثيراً في |أوروبا| والعالم، وشعر السكوتلانديون بقلة استفادتهم من نفطهم، وبأن وحدتهم مع بريطانيا بدأت تشكّل عبئاً عليهم
فسادت مشاعر الغضب والاحتقان أوساط الشعب السكوتلندي، وعرف الحزب الوطني السكوتلندي كيف يستغلُّ ذلك الغضب، فأطلق حملةً بعنوان "إنه نفط سكوتلاندا"، وأعلن أن استفادة سكوتلاندا من النفط لن تتحقق في ظل اتحادها مع بريطانيا، وبأن الانفصال أفضل خيارٍ لسكوتلاندا
فارتفعت شعبية الحزب الوطني كثيراً منذ ذلك الوقت.
العلاقات التاريخية بين الأقاليم البريطانية:
أصبح الحزب الوطني أكبر حزبٍ في سكوتلاندا، ولا زال يدعو إلى الانفصال عن المملكة المتحدة، وإذا وقع ذلك الانفصال فإن مخاطره على بريطانيا ستكون كبيرة
فبريطانيا العظمى هي اتحادٌ بين أربعة أقاليم، هي إنكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية وسكوتلاندا، وكانت تلك الأقاليم في حالةٍ دائمة من الصراع، ونشبت فيما بينها حروبٌ داميةٌ عبر التاريخ، ولكنهم استطاعوا تشكيل نوعٍ من الاتحاد منذ ثلاثة قرونٍ تقريباً
ولكن هذا الاتحاد ليس اندماجاً كاملاً، وهو اتحادٌ هش.
قصة الاتحاد بين بريطانيا وسكوتلاندا:
في عام 1603، توفّيت ملكة إنكلترا "|إليزابيث|"، وكان ابن عمها ملك سكوتلاندا "جيمس السادس" هوالأقرب إليها، فكان الوريث الشرعي لعرش بريطانيا، فتم توحيد التاجين في تاجٍ واحد، ونشأ الاتحاد بين الدولتين
ولكن بقيت لكل دولةٍ منهما برلمانها وقوانينها ولم يحدث أي توحيدٍ بينهما، وبقي الحال على ذلك النحو حتى سنة 1707، عندما أرادت اسكوتلاندا أن تدخل في مشروع المستعمرات
فأنشأت مستعمرةً لها في بنما، ولكن تكلفة ذلك كانت كبيرة، فغرقت في الديون ولم تجد من ينقذها إلا الاتحاد الكامل مع بريطانيا
فحدث الاتحاد تحت نظامٍ واحد وبرلمانٍ واحد.
هل كان الاتحاد في مصلحة السكوتلانديين؟
كان الاتحاد مفيداً حينها للسكوتلنديين، خاصةً من الناحية الاقتصادية، فقد سمح لهم بالتجارة في جميع أنحاء |المستعمرات البريطانية|، وكانت بريطانيا وقتها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ؟
لأن مستعمراتها كثيرةٌ ومنتشرةٌ في كل أصقاع الأرض، وفي عام 1801 انضمت إيرلندا الشمالية إلى الاتحاد تحت نظامٍ وبرلمانٍ موحدين مع بريطانيا، فنشأت المملكة المتحدة بالشكل الذي عرفناه لوقتٍ طويل، ولكن ذلك الشكل لم يستمرَّ طويلاً.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك