الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ولكن ما نعرفه شيء، وحقيقة ما جرى شيءٌ آخر،وربما لا أحد في هذا العالم يعرف كلّ الحقائق حول ما جرى في أوروبا قبيل الحرب العالمية الأولى وخلالها أو بعدها
فما نعرفه هو ما وصلنا عبر التاريخ المكتوب، والتاريخ يكتبه المنتصرون، ولكن الحكايات كثيرةٌ حول حقيقة ما جرى
فدعونا نحاول قراءة ما بين سطور| التاريخ| لننبش بعض الحقائق.
بلاد البلقان هي فتيل الحرب العالمية الأولى:
كانت منطقة البلقان منطقة صراعٍ على مرّ التاريخ، فقد كان الصراع عليها قائماً بين دولتي الروم الغربية والشرقية، أي بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية
ثم أصبحت منطقة صراعٍ بين أوروبا و|الدولة العثمانية |منذ قيامها وتوسعها نحو الغرب
فقد استطاعت الدولة العثمانية أن تفرض سيطرتها على معظم بلاد البلقان، وبقيت مسيطرةً عليها لأربعة قرونٍ تقريباً، ومع بدء ضعف الدولة العثمانية راحت دول البلقان تستقل عنها واحدةً تلو الأخرى.
الأطماع الأوروبية بدول البلقان:
ما أن استقلت دول البلقان عن السيطرة العثمانية، حتى أصبحت منطقة نزاعاتٍ وصراعاتٍ بين القوى الناشئة في ذلك الوقت
فهناك الكثير من الأطماع والمصالح المتضاربة على دول البلقان
فهناك |روسيا| القيصرية من جهة، و|ألمانيا| وبريطانيا وفرنسا من جهاتٍ أخرى، حتى إيطاليا بدأت تُصبح إمبراطوريةً رغم أنها كانت الأضعف
وما يميز منطقة البلقان هو انتشار الشعوب السلافية فيها كأكثرية.
مطامح صربيا وآمالها:
بدأ الشعور القومي ينمو عند دول البلقان بعد قيام بعض الإتحادات في| أوروبا|، ففي سنة 1871 توحدت إيطاليا، ثم توحدت ألمانيا، وأصبحت كلٌّ منهما امبراطورية، وأصبح لهما مستعمرات
فأرادت دول البلقان وعلى رأسها صربيا المدعومة روسياً، توحيد الشعوب السلافية في دولةٍ واحدةٍ قوية
ولا ننسى بأن روسيا كانت تعتبر نفسها الحامي والراعي للشعوب السلافية.
بدء العداء الصربي مع النمسة:
بعد وقتٍ قصيرٍ من استقلال دول البلقان عن الدولة العثمانية، قامت النمسا سنة 1908بضم البوسنة إلى أراضيها، فخلق ذلك عداءً كبيراً بين إمبراطورية النمسا المجرية وصربيا الحالمة ببناء إمبراطورتيها
فقد كانت النمسا تسيطر على بلادٍ أوروبية كثيرة، فيها الكثير من أبناء العرق السلافي، وبالتالي أرادت صربيا أن تفعل أي شيءٍ لكي تجعل الإمبراطورية النمساوية تنهار.
نهضة ألمانيا بعد توحدها:
توحدت ألمانيا سنة 1871، وكانت على عداوةٍ كبيرةٍ مع فرنسا
لكنها انتهجت سياسة التهدئة لكي تتمكن من النهوض بقوة، فعقدت الكثير من التحالفات مع الدول الأوروبية، وسرعان ما أصبحت ألمانيا قوةً علميةً كبيرة
فأصبحت تمتلك أفضل |الجامعات |الأوروبية، ومعظم |العلماء| والمفكرين والأدباء، كانوا ألماناً أو درسوا في الجامعات الألمانية.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك