لماذا لم تخضع سويسرا للاجتياح الألماني كغيرها؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
الدولة المحايدة سياسياً هي التي تمتنع عن المشاركة في أية حربٍ أو نزاعاتٍ بين الدول الأخرى
ولكن من المفروض أن تعترف بها بقية الدول لكي تصبح محايدة
ومن حق الدولة المحايدة أن تمتلك السلاح والقوات العسكرية، لكي تستطيع الدفاع عن نفسها إذا تعرّضت للاعتداء، ومن واجبات الدولة المحايدة أن تمتنع عن مساعدة أية دولةٍ عسكرياً
ومن أبرز الدول المحايدة: السويد، النمسا، سويسرا، إيرلندا، وفنلندا.
متى أصبحت سويسرا دولةً محايدة؟
تعتبر| سويسرا |الدولة المحايدة الأشهر عالمياً، ولكنها كثيراً ما عانت من الحروب الدموية
ومنذ مؤتمر باريس سنة 1815، اعترف العالم بسويسرا كدولةٍ محايدة، ورغم كل الحروب والصراعات التي دارت حولها، فقد استطاعت الحفاظ على حياديتها
ولعل ذلك ما منعها من الدخول في الكثير من المنظمات السياسية، فحتى دخولها في| منظمة الأمم المتحدة |كان متأخراً حتى عام 2002.
سويسرا والاتحاد الأوروبي:
رغم ارتباط سويسرا بالاتحاد الأوروبي تجارياً إلا أنها لم تدخل فيه، فقد صوّت الشعب السويسري بغالبيةٍ ساحقة ضد الانضمام إليه
ورغم أن |هتلر| أراد السيطرة على كامل أوروبا وربما على العالم كله، إلا أنه لم يهاجم سويسرا فعلياً، رغم إعلانها الصريح بأنها ضد الفكر النازي وضد ما يفعله هتلر
فما سبب ذلك؟
حقائق عن سويسرا:
يقول السبب الظاهري لعدم مهادمة هتلر لسويسرا، بأن طبيعة سويسرا الجبلية والوعرة منعت هتلر من استخدام أساليبه وتكتيكاته العسكرية المعتمدة على الضربات الخاطفة، وبأن سويسرا رغم حياديتها فهي تمتلك جيشاً قوياً، فمعظم شعبها يشكلون جيشاً واحداً
وعندما كان عدد سكان سويسرا ثمانية ملاين نسمة، كانت تمتلك أكثر من أربعة ملايين قطعة سلاح، فالقوانين السويسرية تسمح للمواطنين باقتناء| الأسلحة|، ولكن مع ذلك فإن معدل الجريمة في سويسرا هو الأخفض عالمياً.
حقيقة الأمر:
السبب الحقيقي وراء امتناع هتلر عن مهاجمة سويسرا، يكمن في الاتفاقات السرية والعلنية التي وقعّتها سويسرا مع ألمانيا النازية
ففي سنة 1940، استعد الجيش الألماني الثاني عشر لاحتلال سويسرا خلال ثلاثة أيامٍ فقط، فتحصّن الجيش السويسري في الجبال وقرّر تحويل الحرب ضدها إلى حرب عصابات، وقام بتفخيخ جميع المعابر الحدودية، لكي تدرك ألمانيا بأنها ستتكبد خسائر كبيرة إذا غزت سويسرا.
مزيداً من الحقائق:
من ناحيةٍ أخرى، كانت الأرض السويسرية الطريق الأقصر بين ألمانيا وحليفتها إيطاليا، فلم ترغب ألمانيا بتحويل ذلك الطريق إلى قوةٍ معادية، فوقّعت ألمانيا مع سويسرا اتفاقية شروط التفاهم عام 1940
والتي نصّت على تسهيل سويسرا لعمليات شحن البضائع الألمانية عبر أراضيها، وفرضت على سويسرا بيع الذهب والمعادن الثمينة لألمانية بالمارك الألماني، كما قدّمت سويسرا لألمانيا قرضاً طويل الأمد بمبلغ 150 مليون فرنك سويسري.
هتلر وسويسرا وغسل الأموال:
لم يكن كل ما ذكرناه كافياً ليمنع هتلر من مهاجمة سويسرا، فما خفي كان أعظم
فعند اجتياح هتلر لأوروبا استطاع السيطرة على كمياتٍ كبيرةٍ من الذهب والكنوز، وكان يُخزّن غنائمه في مناجم خاصة، ولكن الدولة الوحيدة التي تستطيع شراء الذهب من هتلر كانت سويسرا
وهذه كانت وسيلة هتلر لغسل كنوزه المسروقة، ولعل هتلر كان يخطط لاحتلال سويسرا في نهاية المطاف بعد أن يُخضع جميع أعدائه، ويتمكن من الاستغناء عنها.
إذا أردت المزيد من المعلومات عن الأسرار العالمية، فادعمنا فتعليقاتك ومشاركاتك.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك