ماذا اكتسب الحلفاء من غنائم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
تغيير المواقف وإعادة الحسابات:
تحدثت آلاف التقارير الاستخباراتية عن| العلماء| الألمان وعملهم وعن كيفية الاستفادة منهم
فأعاد الحلفاء النظر في المكاسب الألمانية، بعد أن تبين لهم حقيقة المكانة العلمية لألمانيا التي جعلتها قادرةً على تحدي أوروبا بكاملها
فرغم أن بريطانيا وفرنسا كانتا قوتان عظمتان، إلا أنهما انهارتا بسرعةٍ أمام التفوق الألماني، ولولا التدخل السوفيتي والأمريكي في الحرب، لكانت خريطة العالم اليوم مختلفةً تماماً عما هي عليه.
حقيقة العلوم الألمانية:
بدأ تقديم جوائز| نوبل |في سنة 1901، وحتى عام 1939، كان العلماء الألمان قد حازوا 14 جائزة في الكيمياء، و11 جائزة في الفيزياء، و9 جوائز نوبل في الطب
هذا غير العلماء الألمان الذين انتقلوا إلى دول أخرى مثل |أينشتاين |وغيره، وهذا مؤشرٌ هامٌ على تفوّق ألمانيا في مختلف العلوم
فمنذ سنة 1850، بدأ التفوق الألماني يتضح، حتى أن الكثير من طلبة فرنسا وبريطانيا وأمريكا كانوا يذهبون إلى ألمانيا للحصول على التدريب العالي.
المزيد من التفوق الألماني:
لا زالت| ألمانيا| حتى الآن أكبر مقصدٍ لنيل العلوم المختلفة من كل أنحاء العالم، وبخاصةٍ العلوم التقنية، وحتى عام 1940 بقيت ألمانيا في المركز الأول بعدد شهادات الدكتوراه
وقد قام| هتلر |بترجمة كل العلوم الألمانية إلى أسلحة، فمن الأسلحة التي انفردت بها ألمانيا لغمٌ متحركٌ يسمى جالوت، يمكن التحكم به عن بعد
كما اخترعت ألمانيا أول طائرةٍ نفّاثةٍ مقاتلة، وكانت هي الأسرع حينها، ولكنها لم تدخل| الحرب| إلا في أواخرها وبعد فوات الأوان.
الصواريخ الألمانية المرعبة:
كان الألمان متفوقين جداً في مجال الصواريخ
فقد بدأت رحلة الصواريخ البالستية وصواريخ كروز في ألمانيا، وقد استخدمت ألمانيا في أواخر الحرب صواريخ v2 بعيدة المدى ضد بريطانيا، وكانت سرعة تلك الصواريخ تفوق سرعة الصوت، وكانت سلاحاً مرعباً، لدرجة أن الرئيس الأمريكي أيزنهاور قد قال:
" لو أن ألمانيا استخدمت تلك الصواريخ قبل ستة أشهرٍ من استخدامها، لكانت مجريات الحرب كلها قد تغيرت".
أنظمة الرؤية الليلية:
إضافةً لكل ما سبق، كانت ألمانيا قد بدأت باستخدام الأسلحة المزودة بأجهزة الرؤية الليلية، التي لم يعرفها العالم إلا بعد وقتٍ طويل، ورغم أن |الإتحاد السوفيتي| قد اشتغل على نفس الفكرة، إلا أنه لم يصل أبداً إلى ما وصلت إليه ألمانيا، ولا ننسى بأن أبحاث الأسلحة النووية قد انطلقت من ألمانيا
ومن خلال كل ما ذكرناه حتى الآن، يمكننا أن نأخذ فكرةً عن مستوى العلوم والتفوق الألماني.
قرارات هتلر المنهزم:
عندما أدرك هتلر نهايته المحتومة، أصدر أمراً بحرق وتدمير كل العلوم والمعلومات والمنشآت الألمانية، كي لا يقع منها شيءٌ في أيدي الحلفاء، وكذلك قرر قتل جميع العلماء العاملين عليها
فوجد أولئك العلماء أنفسهم مطلوبين من عدة جهاتٍ مختلفة، ولكل جهةٍ أسبابها وأهدافها.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك