هل ستختفي بريطانيا العظمى من خريطة العالم؟ - الجزء الثالث - تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
كيف سمحت بريطانيا باستقلال البرلمان السكوتلاندي:
اعتقدت الحكومة البريطانية بأن حصول سكوتلاندا على برلمانها الخاص سيضعف تأثير الأحزاب القومية فيها، فبحسب تقديراتها، اعتقدت بأن الحزبين البريطانيين (حزب العمّال وحزب المحافظين) سيكون لهما الأغلبية الساحقة في البرلمان السكوتلاندي، وذلك ما سيقضي على الأفكار الانفصالية، لأن أي استفتاء على الانفصال يجب ان يقّره البرلمان أولاً قبل أن يتحوّل إلى قانون، وبما أن البرلمان تحت سيطرة الحزبين البريطانيين الكبيرين، فلا أمل لسكوتلاندا بالانفصال.
خيبة آمال الحزب الوطني السكوتلاندي:
كانت توقعات بريطانيا في مكانها، فكان غالبية أعضاء البرلمان السكوتلاندي من الحزبين الكبيرين، ولكن شعبية الحزب الوطني كانت تزداد يوماً بعد يوم، حتى أصبح يستحوذ على 53% من مقاعد البرلمان سنة 2011، وبذلك استطاع تمرير قانون الاستفتاء على الانفصال عن بريطانيا، ولم تستطع الحكومة البريطانية منع ذلك الاستفتاء، فحصل الاستفتاء سنة 2014، ولكن نتيجته أشارت إلى أن 55% من السكوتلانديين أرادوا استمرار الاتحاد مع |بريطانيا|.
استفتاءٌ آخر يحيي آمال الانفصاليين:
بنتيجة ذلك الاستفتاء، لم تحصل سكوتلاندا على الانفصال، ولكن الاستفتاء الذي أقامته بريطانيا سنة 2016 حول خروجها من الاتحاد الأوروبي ترك أثراً كبيراً على الأوساط السياسية في |سكوتلاندا|، فقد نتج عن الاستفتاء أن 52% من مجمل الشعوب البريطانية تريد الخروج من| الاتحاد الأوروبي|، بينما أراد 62% من السكوتلانديين الاستمرار في الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أن رغبات السكوتلانديين ستتلاشى دائماً وتذوب في رغبات الشعوب البريطانية الأخرى.
توقعاتٌ مستقبلية ممكنة:
بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عادت رغبة سكوتلاندا بالانفصال عن بريطانيا تطفو على السطح، فأعلنت الحكومة السكوتلندية عن نيتها اجراء استفتاءٍ جديدٍ حول الانفصال بحلول سنة 2023، ولكن |الحكومة البريطانية| أعلنت رفضها لذلك، فهي ترى أن مثل تلك الاستفتاءات تحدث مرّة كل جيل، ولكن سكوتلاندا قد لا تنتظر موافقة بريطانيا، وقد تعلن عن الاستفتاء بمفردها، أو قد تفرض سياسة الأمر الواقع، وإذا حدث الانفصال، فمن الممكن أن تقوم إيرلندا الشمالية بالانفصال أيضاً.
نهاية بريطانيا المحتملة:
أشار استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى رغبة الإيرلنديين بالبقاء ضمن الاتحاد، وقد يدفعهم ذلك إلى الانفصال عن بريطانيا والعودة إلى الوطن الأم إيرلندا التي ما تزال عضواً في الاتحاد الأوروبي، خاصةً إذا انفصلت سكوتلاندا عن بريطانيا، وإذا حدث ذلك ستنتهي بريطانيا العظمى وستختفي الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، ولكننا لا نستطيع الجزم بما سيحدث، وكلُّ ما علينا هو انتظار السنوات القادمة لمعرفة ما سيحدث.
إذا وجدت ما أفادك وامتعك، شارك المقال مع أصدقائك.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك