ماذا اكتسب الحلفاء من غنائم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
رؤية فرنسا لمكاسبها من الحرب:
لم تكن فرنسا في أفضل حالاتها بعد نهاية |الحرب العالمية| الثانية، فقد تعرّضت لدمارٍ كبيرٍ مع الاجتياح الألماني، ولم تكن الأوضاع السياسة الداخلية مثاليةً أبداً
مع صعود شارل ديغول إلى سدة الحكم، والذي امتلك رؤيةً مختلفةً حول ألمانيا، ففرنسا لم تكن قادرةً على تفكيك المنشآت الألمانية ونقلها إلى فرنسا، كما أنها لم تمتلك الكثير من| العلماء| والمؤسسات التي تؤهلها للاستفادة من العلوم الألمانية كما يجب.
الأهداف النازية في فرنسا:
عندما دخل الجيش النازي إلى فرنسا، كان دقيقاً جداً بانتقاء أهدافه، فضرب البنى التحتية والجامعات والمعامل وجميع المنشآت العلمية، ولم يكن ممكناً تقبّل العلماء الألمان من قبل الشعب الفرنسي الذي يحمل الكثير من الكره والعدائية لكل ما هو ألماني
وبالمقابل كان الألمان يحتقرون الفرنسيين، وكل ذلك منع فرنسا من الاستفادة من العلوم الألمانية بنفس الطرق التي استخدمها بقية الحلفاء.
مكاسب فرنسا من ألمانيا:
بعد دراسة فرنسا الدقيقة لجميع الوقائع والمعطيات، قرّرت أن تنقل إلى أراضيها ما تستطيع من المنشآت الألمانية الهامة، وأن تحتضن العلماء الألمان الذين لا يمكن الاستغناء عنهم فقط
والأهم من ذلك كان ضرورة التعلّم من الألمان، وبناء علاقاتٍ قويةٍ وطويلة الأمد معهم، وذلك من خلال إعادة بناء المؤسسات العلمية الألمانية في مناطق السيطرة الفرنسية، ثم إرسال الطلبة الفرنسيين ليتعلمّوا هناك
فتحصل فرنسا بذلك على كوادر علميةٍ مؤهلة، وتضمن وجود أعينٍ لها تنقل أخبار العلوم الألمانية.
هل حقق الفرنسيون أهدافهم في ألمانيا؟
لم يحقق الفرنسيون جميع أهدافهم، فالألمان لم يكونوا غافلين عن الخطط الفرنسية، فاعتبروا الطلبة الفرنسيين مجرّد جواسيس، فلم يطلعوهم على كل شيء، وبقي لدى| ألمانيا| الكثير من التجارب السرية
ولكن التعاون الصناعي بين ألمانيا وفرنسا أثمر بشكلٍ جيد، ومهّد الطريق أمام قيام| الاتحاد الأوروبي|.
المكسب الفرنسي الكبير:
منذ سنة 1945، وضعت فرنسا أمام ناظريها، ضرورة الحصول على النفق الألماني لاختبار الصواريخ والطائرات، ولكن بناء ذلك النفق لم يكن مكتملاً، فبعض معدّاته لم تكن قد نُقلت إليه بعد، وكانت ما تزال في مناطق السيطرة الأمريكية
فراحت فرنسا تتفاوض مع أمريكا حول تلك المعدات، حتى حصلت عليها.
فرنسا وصناعة الطائرات:
عندما حصلت فرنسا على نفق اختبارات الصواريخ والطائرات بشكله الكامل، أصبحت تمتلك أحدث تقنيةٍ لصناعة الطائرات والصواريخ، وهذا ما جعل فرنسا من أكبر منتجيها فيما بعد،
وقد وصل حجم الموارد الفرنسية من قطاع صناعة الطائرات إلى أكثر من تريليون دولار.
في نهاية المطاف، يمكن القول بأن الحلفاء تقاسموا الكعكة الألمانية، وكانت أكبر غنائمهم هي العلماء والعلوم الألمانية، ولكن ذلك لم يمنع ألمانيا من القيام من تحت الأنقاض، والعودة إلى الساحة العالمية بسرعة، فهي الآن أكبر اقتصادٍ في أوروبا، وأحد أكبر اقتصادات العالم
ولا زال التفوق العلمي والصناعي الألماني مستمراً حتى الآن، رغم كل ما حدث لها بعد الحرب العالمية الثانية
فهل سنشهد حرباً عالميةً ثالثةً عما قريب؟
نتمنى أن تعطينا رأيك بذلك.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك