الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى تصميم الصورة ريم أبو فخر |
رأينا في الأجزاء السابقة لهذه المقالة، كيف سارت الأمور نحو قيام الحرب، فماذا حدث بعد ذلك؟
توقعاتٌ خاطئة تشعل فتيل الحرب:
كان التوقع الألماني والنمساوي يؤدي إلى أن الحرب على صربيا لن تأخذ وقتاً طويلاً، فصربيا ليست قويةً كفاية، وروسيا منشغلةٌ بمشاكلها الداخلية وغير مستعدةٍ لمساعدة صربيا
ولكن توقعهم لم يكن في محلّه، فما أن بدأت النمسا بمهاجمة صربيا، حتى هبّت |روسيا |لنجدتها، ثم سرعان ما دخلت فرنسا الحرب إلى جانب الروس
فدخلت ألمانيا لمساعدة النمسا، ثم دخلت بريطانيا الحرب إلى جانب روسيا وفرنسا، ودخلت إيطاليا إلى جانب النمسا.
الولايات المتحدة تدخل الحرب لتجني ثمارها:
اندلعت بذلك |الحرب العالمية |الأولى، واستمرّت قرابة أربع سنوات، استهلكت فيها جميع الدول المشاركة كلٍّ إمكاناتها، باستثناء |الولايات المتحدة| التي دخلت الحرب في سنتها الأخيرة، ولم تقع الحرب على أراضيها
فكانت خسائرها ضئيلةً جداً، بل إنها قدّمت الكثير من المساعدات المالية والعسكرية والديون لكلٍّ من فرنسا وبريطانيا وروسيا، وهذا ما جعلها تحصل على قسمٍ كبيرٍ من الذهب الأوروبي الذي سيجعلها فيما بعد القوة العالمية العظمى.
مواقف إيطاليا المتقلبة خلال الحرب العالمية الأولى:
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كانت إيطاليا تقف إلى جانب النمسا و|ألمانيا|، ولكنها بعد سنةٍ من الحرب، تخلّت عن حلفائها وانقلبت ضدهم
فمنذ توحيدها سنة 1871، كانت إيطاليا دولةً فقيرةً تعتمد على |الزراعة|، ولم يكن لها ثقلٌ دولي
كما أنها كانت تعتمد كثيراً على فرنسا وبريطانيا من حيث تأمين الغذاء والطاقة، ولذلك فقد طلبت من النمسا أن تعطيها بعض الأراضي، لكي لا تنضم إلى الحلف المعادي لها
ولكن النمسا رفضت ذلك.
بريطانيا تشتري الموقف الإيطالي:
لم ترفض النمسا تلبية المطالب الإيطالية فحسب، بل سخرت منها أيضاً
ولذلك انقلبت إيطاليا عليها وانتقلت إلى الجانب الآخر، فطلبت من بريطانيا أن تنضم إلى تحالفها، بمقابل الحصول على الأراضي التي طلبتها من النمسا، إلى جانب بعض المطالب الأخرى
مثل الحصول على بعض أراضي الدولة العثمانية، والحصول على قرضٍ بريطاني قدره خمسون مليون جنيه إسترليني، وقد وافقت بريطانيا على كل ذلك.
ألمانيا أوشكت على الفوز ولكنها خسرت:
رغم أن ألمانيا كانت تحارب على كافة الجبهات، فإنها استطاعت الصمود، وكادت أن تحقق النصر على جميع أعدائها، خاصةً بعد أن وصل |الشيوعيون |إلى السلطة في روسيا سنة 1917 وانسحبوا من الحرب
ولكن دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مندفعةً بتأثير البنوك الأمريكية التي قدّمت الكثير من الديون لفرنسا وبريطانيا، قلب المعادلة وغيّر نتائج الحرب، فتغيّر معها التاريخ.
بهذا نكون قد وصلنا إلى حقيقة ما جرى قبل الحرب العالمية الأولى وأدى إلى قيامها
فإذا وجدت فيما قدّمناه بعض المتعة والفائدة، فنرجو أن تشارك المقال.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك