هل تعرف أن الأفيون كان سبب في احتلال الصين ؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
لنكمل أهم بنود معاهدة نان كينغ
قامت إنجلترا بإجبار |الصين| على دفع ٩ ملايين دولار عوضاً عن الأضرار التي لحقت بالتجارة نتيجة وقف الاستيراد ، و تم خفض رسوم الجمارك خمسة في المئة ، و يمنع محاكمة التجار الأجانب أمام القضاء الصيني ، وتم إعادة تجارة| المخدرات| للسوق و بأسعار أقل من سابقتها .
و الأهم : بريطانيا أجبرت الصين أن تفعل مثلها تماماً مع فرنسا وأمريكا باعتبارهم أكبر قوتين عظيمتين تجاريتين حينها ،وأعطى الإنجليز مهلة سنة للتنفيذ ،ولكن المحامين الصينيين ظلوا يماطلون في المحاكم ، و ذلك أغضب الإنجليز .
و في سنة ١٨٦٥ م
اعترض الصينيين سفينة| أفيون| ثمينة المحتوى ، واعتقلوا جميع أفراد الطاقم و قدموهم للمحاكمة .
و من جهة أخرى| فرنسا |أرسلت أحد المبشرين المتحمسين و الذي كان يزور دور العبادة و المناطق العامة لدعوة الناس للمسيحية ، و اعتقله الصينيين و بذلك اكتملت مبررات ثاني حملة استعمارية للشواطئ الصينية بقيادة إنجلترا و فرنسا ،وانضم لهم الدب الروسي .
حيث تحرك الأسطول الإنجليزي و الفرنسي و الروسي ، و وصلوا لداخل العاصمة بكين ، و وصلوا لقصر الإمبراطور الذي كان يعتبر أفخم وأعظم القصور حينها .
وعلى مدار أربعة أيام قاموا بنهب جميع محتوياته ، و قاموا بحرقه بعد ذلك .
اضطر الإمبراطور شيان لقبول اتفاقية جديدة تسمى " تيانجان " ، و التي كانت متضمنة بنود الاتفاقية السابقة ، بالإضافة لتجارة الأفيون شرعياً .
و السماح للممثلين المسيحيين بنشر المسيحية ، و أي شخص يعتنق المسيحية يتمتع بحصانة خاصة ، و أيضاً أصبحوا يأخدون الصينيين من إنجلترا للعمل دون أجر .
و أدى ذلك إلى تدمير المجتمع الصيني حرفياً
حيث أن عدد المدمنين ارتفع من ٢ مليون سنة ١٨٥٠ م ليصل في عام ١٨٧٨ م إلى ١٢٠ مليون مدمن .
ولم يزل هذا الكابوس إلا باتفاقية عمل سنة ١٩١١ م .
أختم بوصف الأديب العظيم فيكتر هوجو لهذه الحرب
عندما قال : " دخلت العصابات البريطانية و الفرنسية كتدرائية آسيا ، أحدها قام بالنهب والآخر قام بالحرق ، و أحد هذان المنتصران ملأ جيوبه و الثاني ملأ صناديقه ورجعوا إلى أوروبا يدهم في يد بعضهم ضاحكين
إن الحكومات تتحول أحياناً إلى لصوص ولكن الشعوب لا تفعل ذلك . "
و الآن وبعد أكثر من مئة سنة أصبح| الاحتلال| بتطبيق تنزله على موبايلك تتعاطاه إناء الليل وأطراف النهار ،دون معاقبة قانونية وتأثيره أقوى من الأفيون .
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك