فهنيئاً لمن اتخذ منهجه السماحة ، ولقي الناس ببشاشةٍ ووجهٍ طلق
ففيه البركة والتوفيق والسعة والخير العميم ، وفوق هذا فإنه يكون مأجوراً ُمُثاباً من الله تعالى
وكيف يكون الثواب والمكافأة ، حين تكون من رب العالمين، وهو أكرم من أعطى ، وأجزل من أثاب ، وهو الرحمن الرحيم
وبما أن الجزاء يكون من جنس العمل ، فقد وعد الله تعالى الراحمون برحمات وبركات منه ٠
قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام :
رحم الله عبداً سمحأ إذا باع، سمحأ إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى ٠
وقال عليه الصلاة والسلام :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السماء).
فمن يَرحم يُرحَم ،ويكرمه الله تعالى ،ويجود عليه برحمته وبركاته ٠
والمسلم سمحٌ ، رقيق القلب لطيف المعشر ، يعامل الناس بأدبٍ ومحبةٍ واحترامٍ ، بعيداً عن الفظاظة والقسوة ٠
قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم :
الذي قاد أمة بأكملها ، بطيب كلامه ودماثة خلقه واحترامه للآخرين، رغم أنه عانى من قومه ماعانى ،ولاسيما في بداية دعوته
حيث تعاملوا معه بخشونة وقسوة وتمادوا في غيهم وضلالهم ، ولكنه تمكن من إعادتهم إلى جادة الحق والصواب بدماثة خلقه وطيب معشره ، ولأنه تعامل معهم بمحبة وأخوُّةٍ وتعالى فوق الحقد والضغائن والإنتقام لم يبادلهم سوء معاملتهم بسوء ولا قابل جفاءهم بجفاء وقسوتهم بقسوة بل حمل المحبة شهاباً وانطلق يضيئ دروبهم بشعلةِ الهداية والخير
قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم :
(ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضُّوا من حولك)
كما قال النبي الكريم :
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.)
البركة كيف تكون ؟ وما هي ثمارها؟
من حسن الخُلق أن يكون الإنسان قنوعاً، يقنع برزقه ولو كان قليلاً ، وأن يكون بعيداً عن الطمع والجشع ، فيقنع بما قسمه الله تعالى له من حلال الرزق وطيبه ٠
ولا يغبط غيره على ما عنده من نِعَمٍ ولو كانت تفوق ماعنده بمئات المرات فلا يحسده ويتمنى زوال النعمة عنه
وعندها يبارك الله له ما آتاه فيربو ويزداد ويتضاعف وينمو ويطرح له فيه البركة والخير الكثير ٠
والمسلم السمح يهتم بمصالح الآخرين ، ويسعى لمنفعة الناس ولا يتسبب في إلحاق الضرر بهم
فالتاجر الذي يتاجر بأموال الناس ويتلاعب بلقمتهم وقوتهم ، ويتخذ السلع وسيلة للإحتكار والغش والنهب ، ويستغل الغلاء لزيادة ماله ووسيلةً لتحقيق مصالحه على حساب الآخرين لا سيما الفقراء
إنما يعرِّضُ نفسه لسخط الله والناس ، ويخسر رضا ربه وبركته وخيره ويكون ماله حراماً لا بركة فيه ولا خير
وكذلك يتجنبه الناس ويحقدون عليه ، وهذا ينطبق على كل صاحب مهنة، وكل ذي عمل ، وكل فردٍ لا يرعى حرمةً، ولا يصون| أمانة |فالأمانة والإخلاص وعدم الغش سبيل الأمان لمجتمع يسوده الحب والألفة والتسامح
قال الرسول الكريم ( من غشنا فليس منا )
وقال الله تعالى :
(يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم)
كيف تكون السماحة سبباً لمنفعة الأخرين؟
السماحة أيضاً تكون بتجنب |الغش| والضرر وبتجنب الخديعة والمكر السىئ ، كما يكون بعدم إيذاء الآخرين ، أو التسبب بأذيتهم ، وأن يكون المرء ورعاً تقياً في تعامله وتجارته وتصرفاته وسلوكه وفي كافة أموره، لا يحمل نوايا سيئة، تنطوي على الجشع والطمع وأن يكون طيباً في تعامله مع الناس
عندها نستطيع القول بأنه قد اختار السبيل الصحيح السليم لنيل ثقتهم واحترامهم ومحبتهم، وفاز بمرضاة الله تعالى ومحبةالناس٠
لمعرفة المزيد عن تفاصيل أسس التعامل السليم وآثاره على الفرد والمجتمع تابعونا في الجزء التالي من مقالتنا
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك