كيف تكون السماحة أساساً للتعامل مع الآخرين تصميم الصورة ريم أبو فخر |
استكمالاً لمقالنا السابق " كيف تكون السماحة أساساً للتعامل مع الآخرين "
الأمانة خلق
حين يتعامل التاجر أو البائع مع الآخرين بنزاهة وأمانة وصدق ، فإنه يكون مبعث ثقة واحترام الناس ، فيتعاملون معه على هذا الأساس٠
وبالتالي فهم سوف يقومون بالتصرف معه بالمثل فيصبح كل فرد قدوة صالحة لغيره في الإخلاص والتفاني والإيثار
وبالتالي يكون سبباً في إحلال الحق والعدل والخير والأمانة في التعامل بين الناس ، ويؤدي إلى| الكسب الحلال |وتجنب المحرمات والنواهي في الكسب، والبيع والشراء وأمور التجارة ، وهذا أدعى إلى التقى ، والكسب المشروع ، وتحري مخافة الله
فيكون مثلاً طيباً للآخرين، يشدهم إلى مرضاة الله تعالى في تجارتهم وتعاملهم وفي كافة تصرفاتهم وسلوكهم
وبذلك يكون قد أسهم في تحري |الحلال|، ويشجع الآخرين الى اتباع النهج القويم ، والصحيح في أمور التجارة ، بل في كل أمور الحياة قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :
(التاجر الصدوق الأمين، مع النبيين والصديقين والشهداء)
وبذلك نجد أن التاجر الصدوق الأمين ، ينال مرتبة عالية من التوفيق ، فبئس العبد الذي يعرِّض نفسه لمعصية الله وسخطه، ولا يأبه لتحري مصادر الرزق الحلال، ولا ينتهج الصدق والأمانة
والإخلاص، بل يسعى لبيع بضاعته وترويجها بأغلى الأثمان ، ويعمد إلى الغش و|الكذب |وحلف الأيمان الكاذبة، غير آبهٍ بمراعاة سبل البيع الحلال وشروطه ٠
مر رسول الله على بائع يبيع كوم طعام
فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ماهذا ياصاحب الطعام؟
قال: أصابته السماء يارسول الله
قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غشنا فليس منا)
النزاهة والسماحة سبيل لإصلاح الفرد والمجتمع
ماهي ثمرات الكسب الحلال؟
فالتجارة مهنة مباركة ، لكن البيع والشراء يجب أن يكون من مال حلال ، ليكون طيباَ مباركاً ليربو ويزيد ويطرح بركة وخيراً
أما إن كان من مال حرام فإن الله يذهبه ، ولا يعود بالنفع على أصحابه ، ويذهب| البركة |عنه ، ولا يؤتي أكلاً طيباً ولا يطرح الثمار المرجوة منه
وكلما كان التاجر نزيهاً يكون رزقه وكسبه حلالاً طيباً مباركاً ، يعم نفعه وخيره وبركته .
هكذا يكون التاجر صادقاً صدوقاً ، وحينها فإن الشاري يقتنع بجودة البضائع، وصدق ونزاهة البائع، فيتوقف عن المساومة، ويدفع ثمن السلع عن طيب نفس وخاطر وقناعة ٠
وكل عمل يقصد به وجه الله تعالى ويكون الحلال مصدره وغايته ، فإنه يكون خيِّراًَ ويعود بالنفع العميم على الجميع ولذلك فإن الكلمة الطيبة هي مفتاح التوفيق والبركة والخير
وكذلك فالمعاملة الطيبة تقرِّب القلوب ، وتزيل الأحقاد، وتمنع الخصومات والخلافات والعداوات وتذهب الجفاء ، فتزيد المحبة والترابط والألفة ويقوم المجتمع على دعامات متينة ، وأساس قوي
وبالنتجة نجد أن المعاملة الطيبة والكلمة الطيبة تؤتي أُكُلَها نجاحاً وفلاحاً وثماراً طيبة تحقق السمعة الطيبة ، وتترك الأثر الطيب، وتسهم في صلاح الفرد والمجتمع، وتكون سبيلاً لمرضاة الله ، والفوز في الدنيا والآخرة ٠
لهذه الأسباب تصبح الأخلاق الفاضلة واجباً ومطلباً ينبغي أن يتحلى بها كل فرد لصلاح الفرد والمجتمع والأمة
دمتم في رعاية الله وتوفيقه
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك