متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة - الجزء الرابع - تصميم الصورة : رزان الحموي |
وبما أن للدعاء تلك الأهمية في حياة الإنسان، فإنه من الواجب أن يسعى ويحرص كل الحرص على اتخاذ جميع الأسباب ، التي تجعله مقبولاً مستجاباًَ عند الله تعالى.
وقد تحدثنا في المقالات السابقة عن الشروط والأفعال التي ترضي الرحمن عنا ، وتقربنا إليه وتجعل دعاءنا مستجاباً ، وعن كيفية اتخاذ جميع الأسباب التي تحقق لنا شروط القبول عند السميع المجيب
إذا أردت أن يكون دعاؤك مقبولاًفاحرص على
عرفنا أن الدعاء يرتفع ويشق حجب السموات السبع، ليصل إلى الله تعالى ، فيستجيبه بفضله سبحانه وتعالى أولاً ، ثم ببركة أعمالنا الصالحة واتباع ما أمرنا الله به، واجتناب ما نهانا عنه
وكذلك فإن من الأمور التي تجعله مقبولاً تحيُّن الأيام المباركات ،التي سنأتي على ذكرها
ففي اغتنامها والاكثار فيها من العبادات والطاعات و|النوافل| والسنن والرواتب ، سبيلاًَ إلى التقرب من المولى ، فيمنُّ فضلاً منه وتكرمة بإجابة الدعاء، وقد جعل الله في اغتنامها فرصة كبيرة في تحقيق ما نسعى إليه ، لما لها من أهمية بالغة ومكانة عظيمة عنده جل وعلا
فقد حدثت فيها آيات ومعجزات ، وأمور هامة للأنبياء والرسل والصالحين، ومن معجزات حدثت وتمت بفضل الله فيكرم ببركتها عباده، ويجيب سؤلهم بفضلها ولا يرد دعواتهم ، ولا أكفهم الضارعة وقلوبهم ولا يخيِّب الموقنة بالإجابة ، وهو الكريم الذي لاحدود لكرمه..
اغتنم أوقات الإجابة
والإنسان الذكي يسعى بكل ما أوتي من عزيمة وايمان وأمل ، فيتقرب فيها إلى الله تعالى ويحرص على اغتنام تلك الأوقات المباركات، بالذكر والصلوات والصيام ، والأذكار وقراءة القرآن الكريم وبالإكثار من |الصدقات| وغيرها من الأعمال الصالحة ، والجد في السعي والعمل ليحوز رضاه ، ويفوز بالنجاة ، ويحقق مكاسباً وأرباحاً ، لا تضاهيها مكاسب ولا أرباح ، فالتجارة مع الله رابحة دائماً ، لا تخيب ولا تخسر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن لربكم عز وجل نفحات في أيام دهركم فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة فلا يشقى بعدها أبداً)
فما هي هذه النفحات والأيام المباركات
أيام العشر الأول من ذي الحجة
وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بل وأقسم بها لفضلها
قال الله تعالى والفجر وليال عشر...
سوف نأتي على تفصيل لها في مقالات قادمة
ليلة عيد الفطر
التي تأتي بعد انتهاء |شهر رمضان| المبارك وأيام رمضان كلها مباركة مستجابة الدعاء ، فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
قال الرسول الكريم (للصائم عند فطره دعوة لا ترد)
يوم عرفة
قال الرسول الكريم (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ) وفيه يكثر سبحانه وتعالى عتق الرقاب من النار
ليلة النصف من شعبان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)
قيام الليل
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( من تعار من الليل ، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله أكبر ثم قال : اللهم اغفر لي ثم دعا اسجُيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته)
يوم الجمعة
قال الرسول الكريم إن (يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي وهو يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه)
الدعاء بين الأذان والإقامة فالدعاء مقبول
وعند نزول المطر تتنزل الرحمات فيكون الدعاء مقبولاً
وكذلك فإن من الدعوات المستجابات
ثلاثة لاترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر والمظلوم........
اللهم اجعلنا ممن تتقبل دعاؤهم برحمتك يا ارحم الراحمين
تابعونا ففي مقالتنا القادمة تتمة لموضوعنا
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك