الوصايا العشرالإلهية التي وردت في القرآن الكريم (الجزء الأول) تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
وصايا دلنا عليها القرآن الكريم في محكم آياته وتنزيله
لتكون منهجاً للبشر كافة ، وسراجاً ينير القلوب والدروب للوصول إلى مرضاة الله، والفوز بجنانه ولو اتبعناها لحظينا بسعادة الدنيا ، ونعيم الآخرة
وقد حدد الله تعالى الوصايا التي شرعها للبشر وبيَّن لهم فيها المحرمات والمحللات والمنهيَّات من خلال الآيات الكريمة :
(قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ، ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ، ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)
وقال تعالى
(ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ، ولا تقربوا مال اليتيم ألا بالتي هي أحسن ، حتى يبلغ أشده ، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)
وقال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى... )
وتتلخص تلك الوصايا ب
- عدم الشرك بالله قال تعالى( ألا تشركوا بالله شيئاً... )
- الإحسان إلى الوالدين (وبالوالدين إحساناً)
- لا يجوز قتل الابناء خوفاً من| الفقر| والإيمان بأن الله تعالىٰ هو الرزاق (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم)
- تجنب الفاحشة والابتعاد عنها (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن... )
- تحريم قتل النفس إلا بالحق( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)
- النهي عن أكل أموال اليتامى (ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.......)
- الأمر بإيفاء الكيل والميزان( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا تكلف نفساً إلا وسعها... )
- تحقيق العدل وإقامته في الأقوال والأفعال (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى... )
- الوفاء بالعهد (وبعهد الله أوفوا....)
- اتباع الصراط المستقيم (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه )
ولسوف تناول كل وصية منها بشرح توضيحي من خلال مقالاتنا فكونوا معنا
الوصية الاولى(عدم الشرك بالله تعالى)
والإيمان المطلق بوحدانيته ، فهو سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ، وقد حملت كل |الأديان السماوية| وجميع الرسل والأنبياء |رسالة التوحيد| ، فالله سبحانه وتعالى هو الجدير بالعبادة والطاعة ، قال الله تعالى :
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
وقد نادت جميع الرسالات السماوية بوحدانية الله تعالى ، ودعت إلى عدم الشرك به ، فجميع المخلوقات تدين بالعبودية والطاعة له وحده دون سواه ، وتؤمن بأنه الخالق والقادر وتدرك أن كل ماعداه هو مخلوق لا حول له ولاقوة ولا مشيئة. وهو يعلو على كل شيئ ولا تدركه أبصار وهوجل جلاله مدرك للأبصار ، ولكل شيئ وهو اللطيف الخبير العالم العليم.
قال الله تعالى(لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
وإن الإنسان حين يقر بعبوديته لخالقه، ويقر له بالوحدانية ، فإنه يتحرر من العبودية لأي مخلوق
ويدرك أن أمره بيد الله تعالى وحده، ولا سلطة لمخلوق عليه، فلا يخضع ولا يخاف ولا يشعر بالذل .
ولأن الإنسان لا يدين بالعبودية والطاعة إلا إلى خالقه الواحد الأحد، ولا يكون عبداً لعبدٍ ، ولا لمخلوق فهو عزيز لأن العزيز وحده هو مولاه وخالقه ، وأمره بيده وحده ، وهو الذي بيده ملكوت كل شيئ فلا يذله مخلوق مثله ، ولا يعزه سواه سبحانه وتعالى ، من هنا ندرك أن إيمان العبد بربه وحده والإيمان برسالاته وملائكته وكتبه ، واستسلامه له ورضائه بقضائه خير وشره هو سبيله للسعادة والرضا والفوز والنجاة والشعور بالأمان والتحرر من |الرق والعبودية|.
لمعرفة الوصية الثانية من الوصايا الإلهية العشر تابعونا في المقالة القادمة
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك