متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات الإجابة - الجزء الثالث - تصميم الصورة : رزان الحموي |
سنكمل مقالتنا السابقة عن أثر التوبة النصوح وعن أثر الدعاء وأسرار إجابته
هذا نبي الله يونس عصى أمر ربه فتعرض لمحنة لا نجاة منها ، ولاسبيل للخلاص منها ، فالتجأ إلى خالقه ، أقر بوحدانيته ، واعترف بذنبه واستغفره وتاب إليه وأناب ، واستغاث به وسبحه ودعاه دعوة المؤمن الموقن الواثق بالإجابة وناداه في ظلمات البحر ، ودجى الليل ، و عتمة |بطن الحوت|، فظل يردد دعاؤه ويناجي الرحمن ويقول بقلب مؤمن خاشع مستغيث:
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
وهو الله رب العالمين سبحانه التواب وهو السميع القريب المجيب أغاثه ونجَّاه وفرج كربته.
قال تعالى :
(وذا النون إذ ذهب مغاضباً ، فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فاستجبنا له ونجيناه من الغم ، وكذلك ننجي المؤمنين)
أخرجه الله تعالى من بطن الحوت الذي ابتلعه فلفظه بأمرٍ منه سبحانه وتعالى .
فجميع الخلائق والكائنات تخضع لأوامره
إنه رب العالمين ، بأمره نجَّاه وبقدرته شفاه وعافاه ورزقه ، وساق إليه طعامه فأنبت له |نبات اليقطين| ليأكل منه ويقتات ، ويدهن جسمه الذي تقرَّح من جراء ابتلاع الحوت ومكوثه في بطنه.
قد سامح رب العباد عبده يونس ونجَّاه ، ولولا لطفه تعالى ورحمته لتهشم جسده ، ولطُحِنَتْ أضلاعه وعظامه ، ولأصابه أذىً كبيراً ، بل لما كان خرج حياً ، ولكان الحوت هضمه ولكنها عناية الله ولطفه وقدرته أنقذته .
إنها قدرته القوية والعظيمة ولطفه الخفي، بدعاء عبده واستغفاره له وتسبيحه وتوبته ، أجابه وأغاثه جل جلاله الكريم الحليم التواب اللطيف
أرأيت إلى نتائج وثمرات الدعاء ، والابتهال إلى الله تعالى ، والإيمان به والثقة بقدرته وبرحمته وفرجه.
أسلم قيادك لله تسلم
فكن مع يكن معك ولا تخاف عاديات الزمن، ولا تخشى أحداً
أسلم قيادك إليه وانتظر عطاءه لا تتردد ولا تيأس ولا تبتئس، ولا تفقد الأمل فرحمته وسعت كل شيء.
حتى يكون الدعاء مجاباً
ادعوه وقل يارب :وهو يقول لك : لبيك ياعبدي سل تعطى هذه أبواب السماء سأفتحها لدعائك سألبيك ، وسأعطيك كل ما تطلب ، بل وفوق ما تطلب وتتمنى.
أساله وكن موقناَ بالاجابة ، وألحَّ بالدعاء ، ولكن لا تكن لجوجاً ، ولا تستبطئ الإجابة ، فإنْ تأخَّر في إجابتك فلحكمةٍ يعلمها فهو العليم.
ولا تنسَ والديك من الدعاء ، إنهما لم ينسياك من الدعاء في حياتهما وشبابهما ، فلا تنساهما من الدعاء في كبرهما ، وبعد مماتهما ، فدعاؤك بر لهما لا سيما بعد رحيلهما ، وهو مقبول بإذن الله تعالى وقد جاء في الحديث الشريف :
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
الدعاء هو زاد الآباء والأبناء و هو الطريق للنجاة
ولا تنسَ أولادك من الدعاء ، فدعاؤك يفتح لهم |سبل الخير| ، ويدفع عنهم الأذى ، ادعُ لهم بالتوفيق والفلاح والنجاح.
ادعُ لهم بكل ما أوتيت من عزيمة ومحبة، ولو أساووا ، ومهما أخطاوا فببركة دعائك يحميهم الله تعالى ، وينجيهم ويقيهم شرور أنفسهم ويسدد خطاهم ، ويهديهم ويبارك لك فيهم .
فدعاء الأب والأم لأولادهما مجاب، مقبول عند الله تعالى ، قال الرسول الكربم :ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن
(دعوة المظلوم، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد لولده)
فلا تدعُ على أولدك إلا بخير ، ولو أساؤوا إليك
إنهم يحتاجون لدعائك ، ليردهم بفضل الله إلى سبيل الرشد والصلاح.
وادع لنفسك ، فلنفسك حق عليك، واستغث بمولاك ، وباشر| الأعمال الصالحة| والطاعات والنوافل وادعوه واجعل صلاتك مبدووة بالحمد والثناء لله تعالى وبالصلاة على الحبيب المصطفى ادعُ بالخير لنفسك ، ولأهلك ولولدك وللمسلمين جميعاًَ، فلعل دعواتك توافق ساعة إجابة ، وتكون السموات مفتوحة الأبواب، ويخترق دعاوك عنانها ويوتيك رب العرش العظيم فضل الإجابة ببركة الدعاء
تابعونا في المقال التالي لنتعرف معاً على أسرار الدعاء وأسرارالقبول والإجابة
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك