متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة - الجزء الثاني - تصميم الصورة : رزان الحموي |
نتابع في الجزء الثاني من مقالتنا شروط الدعاء وأسرار قبوله
اليقين أهم أسرار إجابة الدعاء
حين تدعو الله تعالى فإنك تدعوه وأنت موقن أن من تدعوه قادر على إجابتك ، وعلى تحقيق ما تسأل
قادر على أن يلبيك ويعطيك، ويغيِّر أحوالك ، ويزيح عنك همومك وديونك وكربك و ضيقك ، ويوجد لك فرجاً ونجاة ويحقق لك أحلامك وأمانيك ، ويذهب عنك البلاء والبأس والمرض ، فيشفيك ويعافيك ويرزقك ويسترك ويحميك ويحفظك ويكرمك .
سبحانه هو القادر على كل شيء ، لايعجزه شيء فأمره بين الكاف والنون ، وإذا أراد شيئاً قال له كن فبأمره يكون.
وعنده من الخير مالا ينتهي ، وخزائنه تفيض ولا تنقص ولا تفرغ ، وعطاياه تكفيك وتكفي كل العباد فهو الكافي المعطي فإن أعطاك الله فمن ذا يحرمك ومن ذا يمنعك .
فإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا استغثت فاستغث بالله ، وإذا دعوت فادعوه وحده دون سواه إنه الكريم ، إنه الرحمن وأَكَثِر من الطلب ، وألح بالطلب ، واطلب الكثير فأنت تطلب من عظيم .
ادعوه وناده بأسمائه الحسنى
فبها يجيبك ويلبيك ، وقل يا حفيظ فهو |الحفيظ| الذي يحفظك ، وقل يا سميع فهو| السميع| الذي يسمعك وقل يارزاق فهو| الرزاق| الذي يرزقك ، وقل ياشافي فهو| الشافي| الذي يشفيك ، والكافي الذي يكفيك ، وهو جل جلاله الرحمن الذي يرحمك ، وهو القريب والمجيب والواسع والمحيي والمميت والأول والآخر والظاهر والباطن وهو........... .. ناده بكل أسمائه وقل يارب
قال تعالى :
( ادعوني استجب لكم)
وقال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
التوبة والإنابة من أسباب إجابة الدعاء
وإذا أذنبت أو أخطأت أو عصيته فلا تيأس من رحمته، فقد وسعت رحمته السموات والأرض إنه الغفور الرحيم
قال الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون
وقال تعالى. وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ و والعافين عن الناس والله يحب المحسنين
فأسرع إليه وبادر ولا تتوانى عن التوبة والإستغفار ، والتجئ إليه فهو الذي يغفر ذنوبك ويطهرك من آثامك ويسامحك ويرفعك وإذا كانت توبتك صادقة نصوحاً يصطفيك ويجتبيك ، ويجعلك من عباده المقربين فتصير قريباً منه وتصير محبوبه ، ويا هناء وسعد من يكون حبيباً للرحمن ، فيكون قد ظفر في الدنيا والآخرة، ونال مرتبة وحظاً وشرفاً عظيماً فلا يرد دعاؤه ولا يخيب رجاؤه .
أرأيت رحمة الله وكرمه... !!!
فالعبد المذنب الخائف يصير حبيباً للرحمن لأنه تاب وأناب ، واستغفر بنيِّةٍ صادقة ولم يصر على فعل المعاصي ، والتجأ إلى الدعاء ، وأقبل بصدق ٍعلى تحري أوقات الإجابة
ولأن الله تعالى يحب عباده فهم خلقه، وهو يحب الخير لهم ويجيبهم ويؤتيهم سؤلهم ، سبحانه وتعالى فالحمد لله أننا عباده ، وأننا خلقه ، وأنه ربنا جل وعلا المسامح الكريم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون .
فإن زللت أخي المسلم أو أخطأت أو أذنبت ، فتب واستغفره وسبحه وادعوه ، إنه يسمع دعاءك ويحبك ويفرح بتوبتك ويسامحك ، ويغفر لك ويعطيك سؤلك فكن جديراً بهذه المحبة وأحبه وكن كما يحبك أن تكون وكن نعم العبد لنعم الرب
جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين التوابين المحسنين
تابعونا في مقالتنا القادمة لنتابع معاً الحديث عن تحري اوقات القبول والإجابة
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك