هذا القلم لم يتعب بعد
رغم بلوغه الخمسين شتاءً ،إلا أنه لا يزال يواظب على العطاء ..
عطاء في الحب ،في الموت ،في الحياة ،في الخيانة و|الفراق |،في العذاب والفراغ ..
عطاء لا يتوقف من ذرات |الكلمات| والذكريات والآهات ..
لقد رافقني ممسكاً يدي مع كل خط أعرج يظهر في سطر صفحاتي العمريّة ..
لم يقرأه أحد ، لم يكتبه أحد ، ولم يحبه أحد ..
حتّى أنا .. تخليت عنه في الكثير من الأوقات ..
لكنه مغرمٌ بي ، مؤمنٌ بصراعي ، متجذّرٌ ضمن ثقافتي و| أفكاري |..
لو تمعنت بالنظر إلى الماضي ، سأجده هناك ، مع كل موقف ، مع كل عثرة ، مع كل بسمة ، مع كل همسة ..
وسأجد نفسي هاربةً منه بحجة الركود ..
و الحقيقة أنني لا أجد ( حتّى هذه اللحظة ) من يعبّر عن أعماقي .. سواه ، وأخاف أن أثقل عليه .. ويرحل .. ككل الذين رحلوا ..
من الواضح أننا سنموت معاً ، لوحدنا ..
عندها يا قلمي ، سوف يفتشون عنا في كلِّ مكان ، سيبحثون عن حبرك ضمن محيط فراغهم .. ووحشيتهم ..
سيقبلونك ، سيرفضونك ، سيعشقونك ..
وسوف يشعرون معك بكلِّ |المشاعر| ، سيكتشفون مع حروفك مدى ضآلة إنسانيتهم ..
كن على ثقة .. سيقدّرون وجودك ، ستصبح خالداً ..
أمّا عني ، فلا تحزن ، سأُنسى كما لم أكن موجودةً أصلاً .
.
لا تحزن ، بل طر فرحاً ، لأنَّ اليد المرتجفة ، والأدمع المتساقطة المرتعشة .. ستتوقف عن لمسك ، عن رؤيتك .
وكقطعةٍ أخيرة من الوداع ، دعني أخبرك ..
أنه لا شيء على ما يرام في حياتي ، صدقاً لا شيء ..
ثقلٌ رهيب يجلس فوق رأسي ، وصداعٌ يضرب أفكار سلامي ..
ووقتٌ متأخر .. فارغ .. لا يعي حروف " الأهداف " ..
أصاب كل يوم بوعكة خيبة ، لتواسيني الأخرى من سابقتها ..
والرغبة في ملأ وعاء البكاء لا تتوقف البتة عن مداعبة عيوني ..
لا مكان لليوميات البريئة واللحظات السعيدة ..
أعيش مع رجلاً خيالياً لا يفقه وجودي ، ولا يعي الواقع بوجوده ..
أحترق في الساعة ألف حرقة ولسعة ..
كل هذه السنوات وأنا أتمنى الموت ، ثمَّ أعاود مصارعة الحياة ..
إلا هذه المرة .. الموت .. فقط |الموت| ..
لأنَّ ما يحدث أسوء وأبشع وأفظع منه ..
دموع ملتهبة الآلام ، أرض باردة تحتضنها مع النغزات والأشواك ..
هذه الليلة .. سأهب حياتي لك ..
وأخيراً انتهت من تراشق سهام العبارات ، ليلامس الخاتم المسموم .. شفاهها الباردة .. و يستقرَّ في بلعوم الشقاء ..
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك