عبثية الشعور و الضمير .. تُغرم بالقدر تصميم الصورة رزان الحموي |
بدأت الحكاية مع سطوع شمس الحياة ، عاد التنفس إلى حالته الطبيعيّة ..
و مع انطفاء الكرة الملتهبة .. الآن .. بين النجوم و الكواكب .. و سوادٌ يحاوط الأكوان ..
في مكانٍ دافئ الموقد ، بارد الشعور ..
أجلس مواريةً شوقي عن فؤادي ، لكنَّ اللهيب يحرقني ..
هنالك زفير .. شهيق .. زفير .. شهيق .. لا غصة بينهما ، لا دمعة تشقُّ طريقهما ..
كانت الأنفاس منتظمة ، فالأمور حولها تنتظم تدريجياً ، بمجرد إمساك القلم ، لكن في أرجاء الذاكرة ، و في زوايا الروح .. يوجد ألم يتقوقع على نفسه .. لربما اسمه |الشوق | ..
شوقٌ لم يجعل الصوت يختنق ، و لا ينفجر ، و لا يصرخ .. بل شلَّ حركته .. جعله ساكناً .. في حالة ركودٍ تامة ..
أنا التي صغرت بعيني الحياة و الموجودات ، و توقفتْ مشاعري عند نقطة الأموات و ليس فقط الآلام ..
لكن معك ، عاد حبري محيطاً لا ينضب ..
صقراً لا يعرف طعم الهزيمة و الاستسلام ، بل التحليق للفضاء ..
كم كانت لطيفةٌ تلك المشاعر المتجددة !
كم كانت حقيقيّة تلك الأحاسيس المتوقدّة !
أنت ألطف صدفة حياتيّة اقتحمت كوكب يومي البائس ..
لكنني سأبقى هكذا ، وحيدة ..
أجل يا عزيزي ، لا تغريك هذه الضوضاء الطاقيّة ، فأنا وليدة التجارب و الكلام ، و أعرف تماماً ماذا يحتاج المرء في لحظات الضياع أو الثبات ..
لكن معك ، لا أدري كيف وقعتُ في فخّك ، بل في فخِّ نفسي .. و أحببتك ..
نعم أحببتك ضمن هذا الواقع المصطنع ، و الأرقام المتحكّمة بلغة برمجتنا لربما الروحيّة ..
أحببتك رغم دمار المجتمعات الشرقيّة ، رغم حروب الأشخاص المعتقدين أنهم يتمثلون بالعادات القمعيّة ..
أحببتك بترددك الذكوري ، و كبت ذاتك الرجوليّة الغراميّة ..
المتلهفة لكتابة حكايةٍ لم تبدأ بحرفٍ من أحجيةٍ سرابيّة ..
أحببتك ضمن رسائلنا الورقيّة ، و عبير عطرها المصاحب للياسمينة الدمشقيّة ..
أحببتك مع فوضويّة القدر ، و ألغام الزمن و حقيقة الأديان السماويّة ..
لقد كان الأمر قاتلاً على يقظة ضميري ، و دروع قلبي ، و عبثيّة عقلي .. لكن هكذا .. |أحببتك| .. و أغرمتُ بقدري
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك