الفيضان أكثر رحمةً من الزلزال تصميم الصورة رزان الحموي |
لقد فاضت ، لقد فاضت الدموع من مخارج لؤلؤٍ برّاق ..
فاضت شلالات الفراغ ، وضريبة الإشراق والقوة ، لقد فاضت عيونها .. وأخيراً !!
كل هذه الشهور ، في كلِّ مرة تشعر برغبةٍ عارمة بالبكاء ..
تشعر بأنَّ حلقها سيذوب ألماً ، وصوتها يترنح ويدوي فؤاد السامع ..ألماً ..
وعيناها ! عيناها ، آهٍ منهما !!
كانت تشعر بانفجارهما ، واقتلاع جذورهما ..
في كلِّ مرة .. تشعر برغبة| البكاء| .. هذا ما كان يحدث..
ومن ثمَّ ، قد تنفر دمعة ..
دمعة !
كلا ، نصف دمعة ، أو حتى الربع ، وهذه ال " قد " ، نادراً ما يحدث ..
رغم كتابتها عن البكاء ، رغم حديثها الالكتروني " سأبكي " ..
تحاول جاهدةً إقناع عقلها الباطني ، وقلبها المكوي ..
تصرخ صمتاً على روحها البريئة الفارغة ..
" ابكي .. لا تفعلي أي شيء ، ابكي فقط " ..
دون جدوى ..
حتى عندما ارتمت بين أحضان الغريب .. وبكت !!
كلا ، كلا .. حتى هنا .. نفرت تلك " النصف " فقط ..
وهكذا ، حتى اليوم ، قبل ساعة تقريباً ..
كانت تتمالك نفسها ..
تتمالك وتتمالك .. حتى قرأت كلمات قرينها ..
تلك| الدموع |المنتظرة ، تتساقط فوق هذه الأوراق الجافة ..
تعي تماماً أنها لا ولن تتغير ..
ضعيفة ، هشة ، غبية .. متسرعة ..
وما عساها أن تفعل ؟!
لقد وقعت تحت تأثير لعنة| الحب |، وعبودية الهوى ..
لا مفر ، لا مفر البتة ..
هي تدرك تماماً بمقدار الهلاك الذي ينتظرها ، تدرك أنَّ ضوضاء التشتت و ضجيج التخبط .. سينتهي حال اتخاذها لقرار العمر ..
لكنَّ المشكلة ، اتخاذ القرار ، تستمر به ، وتستمر و تستمر .. حتى تعود بأقدامها .. إلى الطريق الشائك .. الممزق ، المملوء بدماء الضياع ..
من الجيد أنَّ هذه |الكلمات| قد حركتها ، بل حررتها ..
وجعلتها تعيش فيضان البكاء .. لا زلزال الاختناق ..
ترى .. هل سيأتي ذلك اليوم ، وتقوم هذه الكلمات .. بتحرريها من اللعنة و العبودية ؟
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك