الكثافة هي ثقلٌ من الحياة تصميم الصورة رزان الحموي |
الكثافة
هنالك ضبابٌ من الكثافة يُعمي بصيرته عمّا ينتظره في نهاية الطريق ..
كثافة الشعور ..
كثافة| الأفكار| ..
كثافة التجارب ، الذكريات ، المواقف ، |الكلمات| ..
حتى كثافة الفراغ .. كانت تقف كجبلٍ ثابت أمام طفل طموحه ..
ينظر لما حوله .. لمن حوله ..
أيضاً .. كثافة ..
إذاً .. ما سبب كل هذه الوحدة ؟!
ما سبب كل هذا الضجر ؟!
تلك الأعين اليائسة ، التي تلتمع حزناً ، وتنفجر وجعاً ..
" آن الأوان لأن تهرب وتبحث عن نورها .. أليس كذلك ؟! "
حال وصول صدى هذا السؤال إلى بئر ذاته ، شعر أنَّ هنالك يدٌ ما تنتشله من كثافةٍ لا نهائيّة ..
تحرّك ، تحرّك زاحفاً قدمه خطوةً إلى الأمام ..
عاد يتمعن بالكثافة التي تحاوطه ، عاد يرتجف .. لوحده ..
لا أحد يلحظ سوى وقوفه ، وثباته ..
لم ينتشله السؤال هذه المرة ، بل دفعته يدٌ دافئة ، أناملٌ ناعمة ..دفعته .. ودفعت طفله ..
من؟!
حاول النظر للخلف ، فلم يجد شيء ..
وكلما نظر أكثر ، كلما تمَّ دفعه بقسوةٍ أكبر ..
وهذا ما جعله .. يعاود الارتجاف ، يجدد القلق ، يصرخ ..
ثمَّ هرب ، هرب من تلك اليد الخفيّة ، هرب من كثافته ، من ركوده ..
ركض ، وركض .. بأنفاسٍ متقطعة ، و|الضجيج |حوله .. يعلو .. ويعلو ..
لا يهم ، المهم ألّا تقترب منه تلك الدفعة المجهولة ..
ومع هذا السباق النفسي ، أمسكت قبضته ، تلك التي انتشلته في المرة الأولى ..
" أنت تهرب من العدم إلى الضجيج ، ثمَّ تفرُّ ذعراً من العدم لعلَّ الضجيج يحتضنك .. "
هذا الدفء ،| الحنان| الذي يغمر هذا الصوت ، الرّقة التي تنبعث من الشعاع الملامس لقبضة اليأس ..
" أنا لست عدواً لك ، سواء كنت أمامك .. أم خلفك .. "
فهم .... بات يعي تماماً أين يقف ؟ ومع مين يقف ؟
" لا هدوء في الضجيج ..
لا هدوء في العدم ..
بل هنا "
واخترق الشعاع جسده كله ، ليتلفظ بثباتٍ مذهول
" من أنتِ ؟! "
لتتحرك شفاهه يقيناً ، وتنتصب قامته أملاً .. وتسمع الأركان صوتان من |الروح| ..
" أنا .. أنت .. في مكانٍ آخر "
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك