معركة المنطق والتجربة - فلسفة المعرفة - تصميم الصورة ريم أبو فخر |
تخيل نفسك عُدت في الزمن إلى القرن السابع عشر
" زمن النهضة الأوروبية " ، وتقف في قاعة كبيرة ،وعلى يمينك يوجد مجموعة من الرجال الأوروبيين، ملامحهم هادئة ومألوفة ( ديكارت - سبينوزا - وليفيناس ) ،وعلى شمالك يوجد مجموعة من الرجال الإنجليز ، ملامحهم باردة ( جون لوك - بيركلي - وديفيد هيوم )
وكان ديكارت يشرح كيف أن حواسنا مليئة في المشاكل وأن المعرفة التي تصل لنا عن طريقها لا نستطيع أن نعتمد عليها كمصدر صحيح للمعرفة .
* |ديكارت |قال :
مثلاً لو قمتم بالبحث حولكم في الكون عن نموذج المثلث المثالي، لن تجدوا حتى مثال واحد .
حتى الهرم الأكبر في مصر ، لو نظرتم في أي مثلث حولكم، سوف تكتشفون في النهاية أن أضلاعه ليست منتظمة ، وبالرغم من ذلك .. جميعنا نعلم أن هناك مثلث مثالي وجميع أضلاعه منتظمة .
* " | سبينوزا |" سوف يدعمه ويقول :
بالضبط فكرة المثلث الكامل هي الفكرة الحقيقية المجردة التي منها نتعرف على كل أشكال المثلثات الغير كاملة في العالم الذي حولنا .
* "| جون لوك |" سوف يرد ويقول :
وكيف نستطيع أن نصل لهذه الأفكار المجردة ، إذا كان ديكارت لا يريد منا أن نعتمد على حواسنا ؟.
* ديكارت : هذه الأفكار فطرية موجودة معنا من لحظة ولادتنا، وهي الأساس لكل المعرفة التي نكتسبها بعد ذلك في الحياة.
* " |ديفيد هيوم| " غير مقتنع سوف يرد ويقول :
هذا الكلام ليس منطقي أبداً.
وهل تستطيعون أن تحصروا لنا هذه الأفكار المنطقية طالما أنتم متأكدين منها ؟
سيرد ديكارت بسرعة : نحن لانستطيع أن نحصرها جميعها .
لكن لديك مثلاً أفكار مثل ( الله - العدم - النهائية - النسبية )
و بشكل عام ، نستطيع أن نستخدم الإستنتاج الاستنباطي لكي نستنتج حقائق أخرى من الحقائق الفطرية ، كما نفعل في البرهان الهندسي بالضبط
حيث نبدأ في معطيات وننتهي في حقائق جديدة .
* " جون لوك " قاطع ديكارت بسرعة وقال :
هذا الكلام هراء ، ولا يوجد أشياء اسمها أفكار فطرية ، فنحن نولد مثل الورقة البيضاء ، لايوجد لدينا أي أفكار ولا معرفة في عقولنا ، ولكن من خلال خبراتنا وتجاربنا اليومية ، نبني معرفة في عقولنا .
* " ديفيد هيوم " سيدعم " جون لوك " ويقول :
بالضبط .. ومن الذي قال لك أن (الله) فكرة فطرية .
( الله ) فكرة نصل لها عن طريق خبراتنا في الحياة اليومية أو حتى |السببية |أو النهائية .
تابع القراءة لتتعرف بشكل كامل على فكرة معركة المنطق والتجربة ....
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك