أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية - الجزء الرابع - سليمان أبو طافش

أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

 استكمالاً لمقالنا السابق عن أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية...

ولنكمل معاً الحديث عن أشهر المدارس والمذاهب الفلسفية:

 13) العلمانية :

 هي حركةٌ فكريةٌ وسياسيةٌ واجتماعيةٌ تدعو إلى فصل الدين عن الدولة، بمعنى أن مختلف الأنشطة البشرية وخاصةً القرارات السياسية يجب ألا تخضع لتأثير السلطة الدينية بل للبرلمان المنتخب من الشعب. 

وترى| العلمانية| بأن لكل إنسانٍ حقه بعبادة الاله الذي يريده وأن يتبع الدين الذي يريده، ولكن لا يجب إدخاله في سياسة الدولة كما لا يجب فرضه على الآخرين أو فرز البشر بحسب انتماءاتهم الدينية بل بحسب ما يقدّمونه للمجتمع

 ومن واجب| الدولة |التركيز على الجوانب الدنيوية وتأمين الحياة الكريمة والمريحة لكل أبنائها أما أمور الآخرة فالله أدرى بها وهي ليست من شأن الدولة.

 يعتبر البريطاني جورج هوليوك أول من استخدم مصطلح |العلمانية| في عام 1851. 

ولعل الكثير من الناس يعتقدون بأن العلمانية ضد الدين أو تدعو إلى| الإلحاد| وهذا خطأٌ شائعٌ يروّج له رجال الدين المستفيدون من السلطة

 فيحرّضون الناس ضد العلمانية لأنها ستحرمهم من السلطة التي يرون بأنها من حقهم وحدهم

فالعلمانية ليست إيديولوجيا ولا تتدخل بالشؤون الدينية ولا تريد لأي دينٍ أن يتدخل بأمور الحكم وهي تركّز على الأمور الحياتية للناس.  

14) الفلسفة الحتمية: 

هي مذهبٌ فلسفيٌ يقول بأن لكل ظاهرةٍ إنسانيةٍ أو طبيعيةٍ سببٌ ما

 وإن بين الأسباب والظواهر قوانين ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، وتطلق على الحتمية مصطلحات كثيرة مثل القوانين الطبيعية أو السببية أو قضاء الله وقدره، فما حدث كان لا بد أن يحدث، وبعض المفكرين ينتقدون الحتمية لأنها تلغي حرية الإختيار لدى البشر

 ولكن أتباع الحتمية يردّون عليهم بأن الإرادة الحرة للإنسان مجرد وهمٍ انساني لا حقيقة له فالإنسان أسيرٌ لقدره. 

15) فلسفة الإشراق :

 وهي فلسفة إسلامية أسّسها شهاب الدين السهروردي، والمقصود بالإشراق هنا هو انبثاق النور.

 فالعلم بحسب هذه الفلسفة لا يأتي بالاستدلال العقلي فقط، بل هو نورٌ يقذفه الله في قلب العارف، ومن هنا جاءت تسمية هذه الفلسفة بالحكمة الاشراقية

 فلبلوغ| العلم| لا يكفي البحث والاستدلال بالعقل فقط بل يجب أولاً تطهير النفس من العيوب والمفاسد لكي يشرق نور العلم في قلب الانسان ويهتدي إلى الحقائق التي يبحث عنها.

 تتميز فلسفة الاشراق بعدة خصائص منها: 

1- ضرورة الإعتماد على |العقل |وتطهير النفس للوصول إلى المعارف الإلهية والحقائق.

2- تعتبر فلسفة الإشراق حالةً وسطية بين المدرسة المشائية التي تعترف بالعقل والمنطق كوسيلة إلى المعرفة وبين التصوف الذي يركز على الروحانيات والغيبيات وتطهير النفس من أدرانها للوصول إلى الحقيقة.

3- تعتمد فلسفة الإشراق على| القرآن| والسنة للوصول إلى المعارف، فكثيراً ما يغوص أتباعها وراء المعاني العميقة والتأويلات المنطقية لآيات القرآن للوصول إلى أهدافهم. 

4- تقدّم فلسفة الإشراق رؤية كاملة عن |الدين| والكون والوجود بالإعتماد على نظرية المثل الأفلاطونية.

16) الفلسفة المشائية: 

ويعتبر| أرسطو| مؤسس هذه الفلسفة وقد سميت بهذا الاسم لأحد سببين فالبعض يرى بأن السبب وراء هذا الاسم هو أن تلاميذ أرسطو كانوا يتعلّمون منه أثناء مشيهم

 كما يرى آخرون بأن سبب التسمية هو أن أرسطو وأتباعه استخدموا مبدأ المشي من المقدمة إلى الخاتمة بخطوات استنتاجية منطقية عند مناقشة أي موضوع معتمدين في ذلك على العقل والمنطق فقط. 

قد طرحنا في مقالنا عبر أربعة أجزاء 16 من أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية...

إن أعجبك المقال فيرجى مشاركته لتعم المعرفة.

 سليمان أبو طافش