معركة المنطق والتجربة - فلسفة المعرفة - تصميم الصورة ريم أبو فخر |
تكلمنا في الجزء الأول عن دعم " ديفيد " لـ فكرة " جون لوك " حيث قال : أن " ( الله ) فكرة نصل لها عن طريق خبراتنا في الحياة اليومية أو حتى السببية أو النهائية
وجميعها أفكار يمكن أن نصل لها عن طريق خبراتنا ، من غير أن نعتمد على أفكار فطرية لكي نعرفها.
يكمل ويقول: يا ديكارت ...
أنت تقول أن هذه الأفكار الفطرية نولد بها وتبقى معنا ، ونصل لها بالتقدم في الزمن .
إذا السؤال : من خلال هذا الوقت ، |المعرفة |التي نكتسبها عن طريق حواسنا ، ماذا يحدث لها ؟
وكيف يجمع عقلنا بين المعرفة المكتسبة عن طريق |الحواس| والأفكار الفطرية ؟
وكيف يستطيع أن يوازن بينهما؟
- لقد بدى على ديكارت أنه كان يفكر بعمق في السؤال الصعب الذي طرحه " جون لوك ".
و لكن " ديفيد هيوم " سوف يقطع حبل أفكاره ويقول :
فكرة أننا نُزود معرفتنا عن طريق الإستنتاج الاستنباطي هذه ليست صحيحة في الواقع ، فمعرفتنا تزيد عن طريق تعميم خبراتنا ، أو كما أحب أن أسميه "| الاستقراء| " .
يعني ذلك أنني لو قمت بكسر عشرة ألواح زجاج بالمطرقة ، أستطيع أن أعمم على هذه التجربة أن أي لوح زجاج في نفس المواصفات ، أطرق عليه بالمطرقة سوف ينكسر هو أيضاً .
في البداية نلاحظ ، ثم نعمم المعرفة وهكذا ....
* سيرد " ليفيناس " ويقول : اشرحوا لنا كيف نستطيع أن نصل لمعرفة مثل معرفة الأرقام والحساب عن طريق الحواس ؟
الموقف كان معقداً ، ومن الواضح أن الطرفين غير قادرين أن يصلوا لحل وسط.
- في هذه اللحظة ، سوف نرى شخص طويل في ملامح عملية وحادة قد دخل القاعة ووقف بين الفريقين.
* " بيركلي " يقول : ممتاز .. هذا " |ايمانويل كونط|" شخص محايد يحكم بيننا.
* سيرد " ليفيناس " : إن كونط ليس محايد ، وجميعنا يعلم ميوله إلى أفكار| التجريبيين|.
* " هيوم " يقول : لكنه ليس من التجريبيين.
ويبتسم بهدوء وثقة ويقول : انا لن أنكر إعجابي بالمدرسة التجريبية وأفكارها ، لكني لا أستطيع أن أنكر أن " ليفيناس " لديه حق في سؤاله.
فإن المدرسة التجريبية غير قادرة أن تجيد على كيفية الوصول للأفكار والمبادئ الرياضية المجردة.
ظهر عدم الارتياح على وجه " |جون لوك| " ، وظهر السرور على وجه " ليفيناس ".
" كونط" يكمل : يا ديكارت إن فكرة هذه الأفكار الفطرية ليست معقولة أبداً .
تابع القراءة لتتعرف بشكل كامل على معركة المنطق و التجربة ...
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك