أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية تصميم الصورة ريم أبو فخر |
استكمالاً لمقالنا السابق عن أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية...
ولنكمل معاً الحديث عن أشهر المدارس والمذاهب الفلسفية:
11) الربوبية :
هي مذهبٌ فكريٌ فلسفيٌ لا ديني، تؤمن بوجود خالقٍ عظيمٍ خلق كلَّ شيء، بحيث يمكن الاستدلال على ذلك بطريقتين:
الأولى هي مراقبة العالم باستخدام العقل والثانية هي بالتأمل بالنظام الدقيق الموجود في الكون
والربوبيون يرفضون فكرة تدخل الخالق بشؤون الانسان عن طريق |الأديان| والمعجزات والوحي والكتب المقدسة وهم لا يؤمنون بوجود الأنبياء
فهم ليسوا ملحدين لأنهم يعتقدون بوجود الإله ولكنهم يتفقون مع الملحدين بكونهم لا دينيين
لأنهم يرون بأن الأديان من صنع البشر وليست من عند الخالق.
ويعتقد الربوبيون بأن الخالق وضع خطةً لجميع مخلوقاته فوضع القوانين والمبادئ التي يسير عليها كل شيءٍ ولذلك فهو لا يحتاج إلى التدخل بشؤون مخلوقاته بل هو متعالٍ عن كل ذلك
ولذلك يرفض الربوبيون المعجزات.
ويرى بعض| الباحثين |بأن الربوبيين أناسٌ علمانيون يحنّون إلى الدين والمعتقدات القديمة التي تخلّوا عنها، ولكنهم يحبون اعتقادهم بأن المنحدر الذي ساروا عليه لم يكن زلقاً بالقدر الكافي ليقودهم إلى |الإلحاد|
كذلك لا نجد مذهباً محدداً يجمع جميع الربوبيين ويتفقون على كلّ تفاصيله فبعضهم يؤمن بالروح والحياة بعد الموت وبعضهم لا يؤمن بذلك.
12) السريالية :
هي حركةٌ أدبيةٌ فنيةٌ أسّسها الفرنسي اندريه بيتون، وتسمى عادةً بفوق الواقعية، وهي تقسم الواقع إلى قسمين:
واقعٌ اعتياديٌّ هو الواقع الطبيعي الذي نشعر به جميعاً، وواقعٌ غير اعتيادي يتواجد في| العقل الباطن |ويتكون من مشاعر ورغبات مكبوتة لا يستطيع الانسان إظهارها لأسبابٍ عديدة
مثل الخوف من المجتمع و العادات و التقاليد وغيرها
وتهدف السريالية إلى إبراز الواقع غير الاعتيادي لأن أتباعها يرون بأن الواقع الاعتيادي المبني على العقل لم يقدّم للبشرية غير الحروب و الكوارث، فلا بد من إبراز الجانب المضاد للعقل الواعي وهو العقل الباطن على أمل التخلص من المعاناة
وتظهر السريالية عادةً في الأعمال الفنية كالرسم و النحت
ومن أبرز الأفكار المميِّزة للسريالية أن عقل الانسان الواعي يعمل على تحجيم خيال الانسان وتقليل إبداعه لأنه مقيدٌ بكثيرٍ من القيود، في حين أن العقل الباطن هو مصدر الابداع و الالهام لأنه يعبّر عن الرغبات المدفونة بداخل الانسان
والتلقائية هي أهم أسس الأعمال السريالية بحيث يجب أن يكون الإنسان على طبيعته دائماً وخاصةً عند قيامه بالأعمال الفنية كالرسم فلا يجب تقييده بقيود العقل والمنطق والقوانين بل يجب ترك الفكر على سجيته لكي يقدّم أفضل ما لديه.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك