ماهي الإجابة الصحيحة ياترى!؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
"صحّ أم خطأ"...كلمات تتوارد على مسامعنا طوال الوقت
في مقالنا اليوم سنناقش هذه المبادئ وسندع أدمغتنا وتحليلها المنطقيّ يقودنا إلى الجواب المقنع ....هيا بنا نبدأ سويّاً...
في إمتحان الفيزياء في جامعة "كوبن هاغن" الدينماركيّة جاء أحد أسئلة الإمتحان على النحو التّالي :
كيف تحدّد إرتفاع ناطحة سحاب باستخدام "الباروميتر"؟
ومن المعروف أن "الباروميتر" هو| وحدة قياس الضّغط الجّويّ|، والإجابة الصّحيحة كانت بقياس الفرق بين الضّغط الجّويّ على سطح البناء وسطح الأرض وكانت إحدى الإجابات مكتوبة على نحو أثارت استفزاز أستاذ الفيزياء فاتخذ قرار عدم نجاح صاحب الإجابة في الإمتحان بلا أن يُتمّ قراءة باقي الإجابات
والإجابة المستفذّة كانت تقول :أربط "الباروميتر" بواسطة حبل طويل، وأدلو الخيط من أعلى |ناطحة السّحاب| حتى يلامس الجهاز سطح الأرض، ومن ثم أقوم بقياس طول الخيط ! لقد غضب الأستاذ من الطّالب وأثار الجواب استفزازه لأن الجواب كان بدائي وليس له علاقة "بالباروميتر" أو حتى |الفيزياء| .
أصرّ الطّالب على أن إجابته صحيحة 100% وحسب قانون جامعته تم تعيين خبير من أجل البتّ في القضيّة، وقد أفاد تقرير الحكم أن إجابة الطّالب صحيحة، لكنها لا تدل على معرفته بالفيزياء، وتم إعطاء الطّالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلميّة ومن ثم طرح عليه الحكم ذات السؤال بشكل شفهيّ، فقام الطّالب بالتّفكير ومن ثم قال :
لدي الكثير من الإجابات حول قياس طول النّاطحة ولا أدري أيها أختار فقال الحكم أعطي ما عندك وأدلو بدلوك ...
وهنا بدأ الطّالب بعرض ما في جعبته من أجوبة :
الجواب الأول : أن يرمي جهاز "الباروميتر" من أعلى النّاطحة، ويقوم بقياس الزّمن الذي استغرقه للوصول إلى الأرض وبالتّالي من الممكن حساب إرتفاع النّاطحة بإستخدام |قانون الجاذبيّة الأرضيّة| .
الجواب الثّاني إذا كانت الشّمس مشرقة، يمكن قياس طول ظلّ "الباروميتر" وطول ظلّ ناطحة السّحاب فنعرف ارتفاعها من خلال استخدام قانون التناسب بين الطّولين والظّلين .
الجواب الثّالث: لو أردنا حلّاً سريعاً فنستطيع تقديم |جهاز الباروميتر| كهدية لحارس الناطحة مقابل إخبارنا بطول الناطحة، أما لو أردنا تعقيد الأمور فسوف نقوم بحساب فرق الضّغط الجّويّ بين سطح النّاطحة وسطح الأرض...
كان الحكم ينتظر الجواب الرابع بفارغ الصّبر لظنّه بأنّها تدل على فهم الطّالب العميق بالفيزياء، وأنها ستكون الأكثر إقناعاً على عكس الطّالب الذي كان يظنّ أنها الأكثر تعقيداً والأسوأ بين جميع إجاباته ...
وكل ماتبقى لقوله هو أن الطالب هو "نيلس بور" الطالب الدينماركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء....
بغض النّظر عن فكرة الامتحان وإجابة الطّالب، فمن غير الجيد الحكم على أقول الآخرين من البداية وعسى أن يكون الذهب من نصيب الخواتيم، فالنظر إلى التفكير البسيط على أنه تفكير ساذج ليس بتفكير أكاديميّ أو عمليّ أبداً
فلربما يكون الرّأي الأصلح والأفضل عدم تعقيد الأمور وتضخيمها .
ودمتم بألف خير ....
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك