هل تخاف من السّباحة والغطس وتخشى الغرق؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
هل تخشى من الغرق؟
سأعرّفكم في هذا المقال على أحد البحار الّذي يمكنكم السّباحة فيه باطمئنان، فمن هو ذلك البحر وما سرّه؟
البحر الميّت
هو أكثر البحار غرابة حول العالم وأكثر البحار بنسبة الملوحة، وفي الواقع تغيّرت كل المفاهيم الفيزيائيّة الّتي تتعلّق بالسّباحة الغرق فكلّما حاولت الغطس عمقاً والغرق سوف تدفعك المياه نحو الأعلى مجدّداً.
كما يعتبر |البحر الميّت| من أشهر الأماكن حول العالم الّتي يرتادها الزّوّار والسّيّاح بهدف السّياحة والاستجمام.
لماذا لا نغرق إذا غطسنا في البحر الميّت؟
يقول |أرخميدس| عالم الفيزياء ومكتشف قانون الطّفو: أنّ الأجسام الأقل كثافة من الماء سوف تطفو إلى الأعلى والعكس صحيح.
فعلى سبيل المثال: لو أحضرنا بيضة ووضعنا في وعاء يحتوي ماء سوف تغرق البيضة بسبب الكثافة المنخفضة للماء مقارنة مع البيضة، ثمّ نضع بيضة أخرى ضمن وعاء آخر يحتوى ماء والكثير من الملح وسوف نلاحظ أن هذه البيضة سوف تطفو على سطح الماء، والسّبب واضح هو أنّ كثافة الماء قد أصبحت أكبر من كثافة البيضة.
لماذا نغرق في مياه البحار ولا نغرق في مياه البحر الميّت؟
اكتشف العلماء أنّ متوسّط نسبة الأملاح المتواجدة في مياه البحار والمحيطات تتراوح يبن 4 وحتّى حوالي 6 %، أمّا نسبة الأملاح في البحر الميّت تتراوح ما بين 35 حتّى 60 %، أي أنّ نسبة الأملاح في البحر الميّت من الممكن أن تتجاوز نصف حجمه وتبلغ أكثر من عشرة أضعاف نسبة الأملاح في مياه البحار الأخرى.
وهذا ما يفسّر لماذا من الممكن أن نغرق في جميع البحار عدا البحر الميّت.
ما هي الأملاح الذّائبة في البحر الميّت؟
هناك العديد من الأملاح وأهمّها كلوريد البوتاسيوم والمغنزيوم وكبريتات الكالسيوم وكذلك ملح الطّعام.
لماذا سُـمِّـي البحر الميّت بهذا الاسم؟
لنتفق أوّلاً أنّ البحر الميّت هو بحيرة وليس بحراً ولكن جرت العادة أن يُـقال عنه بحراً.
وسُـمِّـي بالميّت وذلك بسبب ملوحته الشّديدة فلم تستطع الكائنات البحيّرة على التّأقلم والعيش في هذه البيئة شديدة الملوحة ونادراً ما نجد أي كائنات حيّة تعيش في هذا البحر.
وفي الحقيقة هناك العديد من المسمّيات الأخرى للبحر الميّت مثل بحر الملح وعمق السّديم وغيرها.
لماذا تحتوي مياه بحيرة البحر الميّت على تلك الكميّات الهائلة من الأملاح؟
يوجد الكثير من الدّراسات والتّفسيرات لهذا الموضوع، ومنها أنّ هذه البحيرة منفصلة عمّا حولها فهي غير متّصلة بأي بحيرة أخرى، ولكنّها متّصلة فقط ببحر الأردن.
عندما تهطل الأمطار تتجمّع المياه في عمق هذه البحيرة وعندما ترتفع درجات الحرارة وتصبح الشّمس قويّة، يتبخّر جزء من مياه هذه البحيرة وتترك وراءها الأملاح وتكرّرت تلك العمليّة لمئات السّنين، مما أدّى لارتفاع نسبة الأملاح في البحيرة.
لماذا يعتبر البحر الميّت وجهة مميّزة للسّيّاح؟
في الواقع إنّ مياه البحر الميّت تحمل الكثير من الخصائص العلاجيّة والّتي لا زال العلماء يدرسون أهمّيّتها حتّى يومنا هذا.
أنصحكم أن تضعوا البحر الميّت في قائمة الأماكن الواجب زيارتها لعلّنا نشعر بالقليل من الإيجابيّة والتّفاؤل.
بيان فتاحي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك