المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة تصميم الصورة ريم أبو فخر |
ما هو معنى الهزيمة التي تلقتها "أوبر" في الصين؟
لم تعتد شركة "أوبر" الأمريكية العملاقة على الخروج من أي سوقٍ تدخله، فكيف خرجت من أكبر سوقٍ في العالم بتلك الطريقة؟
وكيف انسحبت من المنافسة وكأنها أعلنت استسلامها؟
فالنسبة التي حصلت عليها لا تعني شيئاً بالنسبة لها.
وقد أعلنت الكثير من شركات الإعلان سخريتها مما حدث، وأطلقت على شركة "ديدي" لقب قاتل "أوبر".
نتائج الانتصار:
بعد الانتصار الكبير الذي حققته جين على "أوبر"، استطاعت التربّع على عرش| السوق الصيني| كمديرة أكبر شركة نقلٍ تشاركي في البلاد
ولم تكتفِ بذلك فقط، بل انتقلت إلى| الأسواق العالمية|، حتى أصبحت شركة "ديدي" أكبر شركة نقل تشاركي في العالم من حيث عدد المستخدمين، الذي تجاوز خمسمئة مليون مستخدم، في أربعة آلاف مدينة، في خمس عشرة دولة
وتجاوزت إيراداتها السنوية إثنين وعشرين مليار دولار، وهذا المبلغ هو ضعف إيرادات "أوبر" تقريباً.
نظرة مستقبلية ثاقبة:
رغم مبالغ الإيرادات الضخمة التي تحصل عليها شركة "ديدي" ومثيلاتها، إلا أن أرباحها تكاد تكون معدومة، ولكنها تطمح إلى تحقيق أرباحٍ طائلة في المستقبل
فشركة "ديدي" مثلاً، تعمل حالياً على تقنية| القيادة الذاتية| للمركبات، وعند تطبيقها في المستقبل القريب، فإن الشركة ستوفر أجور السائقين المقدرة بالملايين، وتلك الملايين ستتحول إلى أرباح
كما أن| المستثمرين| يتسابقون للاستثمار في شركات النقل مثل "ديدي"، فهم مؤمنون بالأرباح القادمة.
إلى أين وصلت شركة "ديدي" الآن؟
بعد التقدم الكبير الذي أحرزته شركة "ديدي" خلال سنواتٍ قليلة، توجهت الشركة إلى البورصة الأمريكية، فطرحت أسهمها بمبلغ 16 دولار للسهم الواحد، فتم تقييم الشركة بقيمة سبعين مليار دولار
بينما تقييم شركة "أوبر" الأقدم والأكبر، وصل إلى ثمانين مليار، وهذا يعني بأن شركة "ديدي" كانت على وشك الوصول إلى القمة بسرعةٍ قياسية
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فمن أين جاءت الطعنة التي هزّت كيان "ديدي"؟
الطعنة القاتلة:
يقول المثل القديم: "طعنة العدو تقتل الجسد، ولكن طعنة الصديق تقتل الروح"
وهذا ما حدث مع شركة "ديدي"، ففي اليوم التالي لطرح أسهمها في| البورصة| الأمريكية، جاء إلى مقر الشركة في الصين، عددٌ من رجال الأمن، فأوقفوا جميع أعمالها فوراً
واستدعوا القائمين عليها إلى التحقيق، فالحكومة الصينية كانت ترفض مشاركة الشركات الصينية في البورصة الأمريكية لغايةٍ في نفس يعقوب، لا يعرفها أحد
وهذا ما أدى إلى انهيار أسعار أسهم "ديدي" إلى سبعة دولارات للسهم الواحد
فلماذا فعلت الحكومة الصينية ذلك؟
علماً أن هناك أكثر من ثلاثين شركة صينية أخرى خاضعة للتحقيق في قضايا مشابهة.
ما هي غاية الصين من ذلك، وما هي مبرراتها؟
تلك حكايةٌ أخرى سنتناولها في مقالاتٍ قادمة،
فتابعونا إن كنتم ترغبون بمعرفة المزيد.
سليمان أبو طافش
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك