كيف غيرت "زها حديد" مفهوم فن العمارة في العالم؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
استكمالاً لمقالنا السابق في الجزء الثالث من المقالة سنغوص أكثر في حياة المبدعة زها حديد ...لنتابع.....
ماذا حدث سنة 1998؟
إن هذه السنة كانت الأكثر حظاً لزها ،فحصلت أكبر نقلة نوعية في حياتها المهنية ،وذلك بعد إختيار تصميمها ،لمركز روزينتا للفن المعاصر،الذي سيكون البوابة التي ستعبر تصاميم زها من خلاله للولايات المتحدة الأمريكية
وحصلت على جائزتين مهمتين ،الأولى كانت جائزة المعماري الأمريكي من متحف شيكاغو وجائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين .
مسيرتها وجوائزها ؟
زها حديد لم تنسى دورها التعليمي، ورسالتها في نقل مدرستها وأسلوبها الفني لتلاميذها ،من أجل ذلك لم تنقطع عن التدريس في الجامعات في كل من أوروبا، وأمريكا
فأن تكون مبدع وموهوب في شيئ ما هو شيئ جميل ،أما أن تكون مبدع و|عبقري| في الكثير من الأمور فإنك تكون قد وصلت للتميز والتفرد ،فزها لم يتووقف تميزها عند المعمار
لكنها كانت أيضاً قادرة علة دخول عالم المجوهرات والأزياء ، فقامت بتقديم الكثير من التصميمات لدور| الأزياء| والمجوهرات العالمية.
مسيرة إستمرت لأكثر من 30 سنة ،تمكت فيها أن تقدم الأعمال الذي اعتبرها نقاد |الفن المعماري| قادمة من المستقبل، والتي نالت عنها الكثير من الجوائز العالمية ،تخطت حاجز ال100 جائزة
من أبرزها جائزة بريدزيكار سنة2004 ،وهو أرفع تكريم في العالم للهندسة المعمارية ،وتعادل| جائزة نوبل| لكن في العمارة
كما تعتبر زها أصغر وأول إمرأة في العالم تحصل على هذه الجائزة من أصول عربية .
أيضاً نالت جائزة ستيرلينك سنة 2010 ،عن تصميم مبنى المتحف القومي الإيطالي في روما ،والتي كتبت عنه صحيفة الغارديان الأمريكية بأنه تحفة معمارية ملائمة لمجاورة عجائب روما القديمة
وفي عام 2012 نالت زها حديد وسام الشرف من ملكة بريطانيا، فتخيل أنها قامت بتسلم 12 جائزة في سنة واحدة ! ...
وهو الأمر الذي يعتبر سابقة في تكريم المعماريين حول العالم ،رجل كان أم إمرأة .
زها حديد إمرأة حديدية
حاربت على الكثير من الجبهات ،حاربها العرب كونها إمرأة تمردت على المألوف، وحاربها الغرب كونها عربية، لكنها إجتهدت للوصول للقمة ،وكرست حياتها لتحقيق حلمها
وفي يوم 31 آذار عام 2016 كانت نهاية أحد أكثر الشخصيات المعمارية شهرة ،وإبداعا في التاريخ
العراقية زها حديد فارقت الحياة بعد تعرضها لأزمة قلبية ،أثناء علاجها من الإلتهاب الرئوي في مشفى ميامي
من الصحيح أن زها حديد قد رحلت ،إلا أنها تركت لنا إرث حضاري ومعماري لن يتكرر من التصاميم المعمارية في مختلف بقاع العالم
وبعد أن تربعت على عرش العمارة لكثير من السنوات ، إبتكرت من خلاله تصاميم وأساليب هندسية جديدة ،غيرت الحركة المعمارية في العالم ، لقرون قادمة كثيرة
وستبقى في التاريخ زها العربية الحديدية ......
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك