حكاية فريدة لشركة عملاقة تصميم الصورة رزان الحموي |
قد لا تكون فكرة شراء الشركة المنافسة خاطئةً بشكلٍ عام، ولكن بعض أعضاء مجلس الإدارة وأبناء مؤسسي الشركة عارضوا فكرة فيورينا في شراء شركة "كومباك"
فقد تزامن ذلك مع فترة فقاعة "الدوت كوم" التي أدّت إلى انهيار شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى
وكان من الطبيعي حينها أن تحافظ الشركات على ما لديها من سيولةٍ مالية، ولكن فيورينا أصرّت على موقفها حتى استحوذت على شركة كومباك.
شركاتٌ أخرى تنتزع الصدارة من شركة hp:
أصبحت |شركة hp |بالفعل أكبر شركةٍ لتصنيع الحواسيب في العالم، ولكن ذلك لم يدم طويلاً
فخلال السنوات التالية بدأت شركتي كومباك وhp بالانهيار، فانتهت شركة كومباك نهائياً، ثم استطاعت شركة "لينوفو" الصينية أن تتصدر شركات تصنيع الحواسيب عالمياً منذ سنة 2013 وحتى الآن
ومع أن شركة hp لا زالت قائمةً ورابحةً حتى الآن، إلا أن مقارنتها بشركة| آبل |مثلاً يعطينا مدلولاً مختلفاً.
مقارنةٌ لا بدَّ منها:
في تسعينيات القرن الماضي كانت شركة hp تتربّع على عرش شركات| التكنولوجيا|، وكانت شركة آبل غير موجودةٍ تقريباً وعلى وشك الإفلاس
ولكن قيمة شركة آبل الآن بحدود 2.7 تريليون دولار، بينما قيمة شركة hp لا تزيد عن 44 مليار دولار، وهي الآن في مركزٍ متأخّرٍ جداً بين شركات انتاج الحواسيب والشركات التكنولوجية الكبرى.
الماضي يترك أثره على المستقبل:
قد لا تكون كارلي فيورينا هي المسؤولة الوحيدة عن التأخّر الذي لحق بشركة hp، ولكنها حتماً تركت بصمتها على ذلك، وقد قام مجلس إدارة الشركة بطردها من منصبها سنة 2005، ولعل ذلك ما منعها من أن تصبح رئيسةً للولايات المتحدة الأمريكية
فقد استغل "ترامب" تلك الحادثة لإبعادها عن طريقه أثناء المنافسة ضمن| الحزب الجمهوري| على الترشّح لتلك الانتخابات.
العبر المستفادة من حكايتنا:
من خلال كل ما سبق نستطيع أن نستنتج الكثير
فإطلاق المشاريع الجديدة ليست أمراً مستحيلاً، و|النجاح| قد لا يكون صعباً، وأساليب الإدارة والتعامل مع الموظفين ليست مقيدةً بمعايير محددة
وقد تكون الثقة بالموظفين أحد عوامل النجاح، ولكن الثقة بالموظف لا يجب أن تأتي من فراغ، بل يجب الحذر عند اختيار الموظفين، ولا بد من وضع كل شخصٍ في مكانه المناسب
وعند التأكد من ذلك يمكن منح الثقة للموظفين.
قد لا يتفق الجميع على إمكانية وضع الثقة في جميع الموظفين، وقد يختلف الكثيرون حول سياسة إدارة الشركات
ولولا تلك الاختلافات لما أصبحت إدارة الشركات علماً حقيقياً
ولكننا نتفق جميعاً على أن التغييرات السريعة وغير المدروسة ليست جيدةً غالباً، ولها آثارٌ سلبيةٌ قد لا تظهر في وقتها ولكن بعد حين
فإذا رأيت غير ذلك فلا تبخل علينا برأيك وشارك المقال.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك