رمته زوجه أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع! - الجزء الثالث - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
وأصبحت حياة جوزيف أشبه بالجحيم منذ لحظة وفاة والدته
فقد كان والده رجل سّكير، وليس لديه أي حس بالمسؤولية للاهتمام بابنه، وبالعكس كان يشعر بأنه مجرد عبء وعالة عليه.
وعلى الفور تزوج والده من امرأة أخرى
والتي لم تبدي أي محاولة لإخفاء مشاعر الكره الشديدة لجوزيف، والذي كان من المفروض أن يكون مثل ولدها. وجوزيف المسكين الذي تفاقمت حالته المرضية وزادت تشوهاته، وقع بين يدي أب لامبالي وسكير، وزوجه أب ليس في قلبها ذرة رحمة أو تعاطف معه.
أصبحت التورمات في رأس جوزيف أكبر، زاد الانتفاخ و|التورم| لشكل مخيف، حتى وصل الأمر وكأن له رأس آخر على جانب وجهه، وبدأ عاموده الفقري يلتوي وأصبح ظهره منحنياً بسبب الحمل الزائد على عظامه، حتى أن النوم أصبح صعباً فلم يعد باستطاعته النوم على ظهره مثل الآخرين، لأن الانتفاخات والتورمات من الممكن حرفياً أن تقطع عنه |الأوكسجين|.
وكلما شعر بالتعب وأصبح مجبراً على النوم رغماً عنه، كان يجلس ويضم قدميه إلى جسمه ويضع رأسه بين ركبتيه، وكانت هذه طريقة النوم الوحيدة الأمنة والتي تنقذه من الموت.
حتى أن شفته تورمت لدرجة أن كلامه أصبح غير مفهوم، ولك أن تتخيل كمية المعاناة التي كان يعانيها هذا الإنسان، رغم كل هذا لم يستسلم ولم يقرر أن ينهي حياته أو ينتحر، بل كان يحاول بكل ما أوتي من صبر وقوة أن يكمل حياته بشكل طبيعي قدر المستطاع.
وبرغم كل الصعوبات التي واجهها تمكن من إيجاد عمل في متجر لبيع السجائر
وكانت وظيفته هي لف السجائر وتجهيزها، وكان في أوج سعادته بهذا العمل، فقد منحه سبباً ليخرج من المنزل ويهرب من براثن والده السكير وزوجته الحاقدة.
وبالرغم من أنه كان يحصل على مبلغ قليل من المال والذي كان يقدمه كإيجار لوالده، إلا أنه كان كافياً ليحميه وتكف عنه حقد والده وزوجته عنه، وتشعره بأنه إنسان منتج وليس عالة عليه.
ولكن للأسف حتى هذه الوظيفة أصبحت صعبة
فقد كانت يده اليمنى تكبر بمعدل غير طبيعي أبداً، وكانت التورمات تكبر وتنتفخ كل يوم، وخلال ثلاث سنوات وصل الأمر بأنه أصبح غير قادر على لف السجائر، وبطبيعة الحال طرد من وظيفته، وعاد والده يؤذيه ويضربه أكثر من أي وقت مضى.
لكن الأب الحانق والكاره لابنه، والذي يعتبره مجرد عالة عليه، ومن المستحيل أن يسمح له بالبقاء في المنزل بدون أن يعطيه مبلغ من المال، قرر أن يبحث بأي وسيلة ممكنة عن عمل له، فأخرج له رخصة بائع متجول( |مندوب مبيعات|)، وهذه الرخصة تسمح له أن يطرق أبواب المنازل ويعرض على الناس بضاعة معينة، ويحاول أن يقنعهم بالشراء.
وليس هناك داعي للقول، بأن جوزيف لم يكن الخيار المناسب لهذا العمل،بسبب حاجته إلى مقابلة الناس والحديث معهم، وتعرض للكثير من التهكم والسخرية كلما طرق باب أحد.
لم تنتهي معاناة جوزيف بعد انتظرونا في الجزء التالي❤
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك