هل الفئران هي العدو الأول للبشر؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
سنتابع في هذا الجزء ماكنا قد بدأنا به في الجزء السابق...لنتابع...
لماذا تم إتخاذ الفئران ليكونوا الكائنات النموذجية للإختبارات؟
لم يكن حجمها الصغير أو سعرها الزهيد سبباً في ذلك، فالعلماء اكتشفوا تشابه تشريحي وفيزيولوجي كبير مع البشر
فتسلسل جينوم الفأر الذي اكتشف عام 2004، اكتشف معه تشابه وراثي مع البشر، فبدأ |العلماء| باستخدامه للدراسات الوراثية
وفي أواخر التسعينات قام "جاك بانكسيب" الملقب بأبو علم الأعصاب الوجداني بمراقبة مجموعة من |الفئران|، ووجد أن الصوت التي تصدره للتواصل يشبه إلى حد كبير صوت الضحك البشري
فقام بدغدغتها وقياس مدى الإستجابة فلاحظ تضاعف الأصوات وبالتالي الموجات
ومع التقدم بالدراسات تم تكتشاف أن الفئران تستعيد ذكريات الماضي وتشعر بأشياء مشابهة لشعور البشر كالندم على الفرص الضائعة وتقوم بالتخطيط للمستقبل
فعلى الرغم من أن تطور الدماغ لدى الفئران أقل بكثير من البشر، إلا أنها تمتلك مهارات التعلم، كاستخدام الوسائل والأدوات للوصول للأكل
هذه الأشياء جعلتنا ندرك أن الفئران ليست كائنات بسيطة
فاليوم بتنا ندرك أن الفئران لديها القدرة على التعاطف والتقمص الوجداني
الدراسة بدأت عندما رفضت مجموعة من الفئران الضغط على زر سيمنحهم طعاماً لكنه وبنفس الوقت سيتسبب بصدمة كهربائية لفأر آخر
أو سلوك مسار متاهة لو كان هذا الأمر سيتسبب بألم لفأر آخر
كما أنهم قاموا بمساعدة بعضهم البعض من أجل التحرر من الحبس على لرغم من أن تحريرهم كان يتطلب مجهود ومهارة .
من الممكن أن تقدم لنا هذه الدراسة حول هذا الكائن إنعكاس أفضل لذاتنا البشرية، والإحساس بشعور الكائنات المستضعفة في سبيل بناء حضارتنا
فأهميتنا نحن كجنس بشري على هذا الكوكب، لا تكاد تختلف عن أهمية أصغر كائن في هذا العالم ،
فجهلنا قد يجعلنا غير قادرين على رؤية الأمور بوضوح
لذلك علينا جميعاً أن نكون مسؤولين أثناء تعاملنا مع أي كائن، فوجوده ليس عبثياً إنما لغاية مكتوبة في علم الغيب ،تتكشف خفاياها مع مرور الأزمان ...
ودمتم بألف خير ...
ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك