 |
| حروف من رواية "مذكرات من البيت الميت" تصميم الصورة : رزان الحموي |
جمعت رواية مذكرات البيت الميت للفيلسوف الشهير "فيودور دوستويفكسي" في صفحاتها مزيجاً من فنون الرواية والسير الذاتية وإبداع كتابة المذكرات اليومية وطرق التحليل النفسي، جميع هذه الفنون والمؤهلات قد وجدت بشكل واضح ومثير للإعجاب في روايات دوستويفكسي.
نبذة عن رواية "مذكرات من البيت الميت"
لقد تمكن دوستويفكسي من خلال روايته أن يتحدث ويصف لنا نماذج وأشكال المسجونين بسبب عدة جرائم متنوعة، وذلك من خلال تجربة واقعية له حيث سجن لفترة أربع سنوات بسبب إدانته بجرم المشاركة مع حادثة بتراشيفكسي.
ومن خلال تجربته هذه استطاع أن يصف لنا بكل صدق حياة السجناء الذين يقضون سنين طويلة من حياتهم خلف قضبان السجن، وصف هذه الأحدث بطريقة مذهلة وأسلوب رائع.
وكيف لا يكون بهذه الروعة وهو ناتجٌ عن تجربة واقعية روى فيها مذكراته وراء القضبان الحديدية في مكان شبه ببيت الموتى.
طريقة وصف دوستويفكسي لحياة السجناء
استطاع دوستويفكسي من خلال عمله الإبداعي هذا على أن يركز على طبيعة الحالة النفسية التي كان يعاني منها السجناء، كما أنه قد أبدى تعاطفاً كبيراً معهم مم خلال ما قد كتبه في مذكراته، بالإضافة إلى أنه كان معجباً بشكل كبير بطاقتهم ومواهبهم وقدراتهم، وبهذا كان قد استطاع الكاتب العالمي أن يبرز لنا الجانب الإنساني من روايته.
أما في الفصل الثاني فقد وصف لنا طبيعة الواقع المرير الذي يعيشه السجناء وراء القضبان الحديدية، كيف كان يمارس عليهم أسوء وأقسى العقوبات البدنية.
ووضح لنا دوستويفكسي أيضاً كيف يتأثر الناس أصحاب النفوس الطيبة والمحترمة بالأشخاص المفترسين الذين شبههم بأنهم الحيوانات المفترسة التي لا يملأ قلبها الرحمة.وصف لنا هذا الأمر لكي يعرفنا بأنه داخل تلك السجون كان يوجد الجيد والسيء كان يوجد الطيب والخبيث.
كانت هذه الرواية صادقة بما فيه الكفاية لنتعرف على كل ما قد مر به السجناء في تلك الحقبة، كل حرف بها كان متصلاً مع الأخر بطريقة رهيبة.
إذا لم تكون قد قرأت هذه الرواية بعد، فأسرع بإحضارها وقرائها فهي ليست فقط تروي قصة حقيقة بل إنها مليئة بالقواعد والفنون الأدبية التي يجب أن تتعلمها.
شاركنا برأيك وأسئلتك حول موضوع هذا المقال في التعليقات.
بقلم إيمان الأغبر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك