ولدت ماريا سكودوفسكا في مدينة وارسو البولندية عام 1867، ثم أصبح اسمها ماري كوري عندما تزوجت من العالم الفرنسي بيير كوري، وحصلت على الجنسية الفرنسية، وتعتبر ماري كوري أول امرأة حازت على| جائزة نوبل|، وأول امرأة تنال رتبة أستاذة في جامعة باريس
كما أنها المرأة الوحيدة حتى الآن الني حازت على جائزة نوبل لمرتين في مجالين مختلفين هما الفيزياء والكيمياء.
فلقد حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 مشاركةً مع زوجها| بيير كوري |والعالم هنري بيكريل عن مجمل أبحاثهم حول النشاط الاشعاعي
كما اكتشفت ماري مع زوجها عنصرين مشعّين أطلقا على الأول اسم بولونيوم نسبةً لبلد ماري الأصلي بولندا، أما الثاني فأطلقا عليه اسم راديوم بمعنى العنصر المشع.
ثم حصلت وحدها على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911، والجدير بالذكر بأن ابنتها إيرين تقاسمت أيضاّ جائزة نوبل مع زوجها في عام 1935.
بداية الرحلة:
فقدت ماري والدتها قبل أن تبلغ عامها الثاني عشر، ثم فقدت إحدى أخواتها بسبب مرض التيفوس بعد أقل من عامين، ما جعلها تنفر من الدين وتتحول إلى لا أدرية، عاشت طفولتها في مدرسة داخلية للفتيات كانت تديرها والدتها
ثم انتقلت إلى مدرسة أخرى بعد وفاة والدتها، ثم تنقّلت كثيراً فعاشت في الأرياف مع أقارب والدها، كما عملت كمربيةٍ في بعض المنازل، وأعطت الدروس الخصوصية حتى استطاعت اللحاق بأختها التي سبقتها إلى باريس لدراسة الطب وكانت ماري هي من تعيلها.
عاشت ماري فترةً مع أختها وزوجها قبل أن تنتقل للعيش وحيدةً في حجرةٍ فوق سطح أحد المباني، عندما التحقت بجامعة السوربون لتدرس الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فكانت تدرس نهاراً وتعمل مساءً بإعطاء الدروس لكي تغطّي نفقاتها، حتى حصلت على درجة علمية في الفيزياء فالتحقت بأحد المختبرات الصناعية لتعمل فيه وتتابع دراستها حتى نالت درجة علمية في الرياضيات.
مرحلة جديدة في حياة كوري:
أرادت ماري أن تعود إلى وطنها بولندا وتتابع عملها وأبحاثها فيها، ولكن جامعة كراكوفيا رفضت استقبالها لمجرد أنها فتاة، فلم تجد أمامها إلا العودة إلى باريس خاصةً بعد لقائها بيير كوري وحبها له أثناء عملهما معاً بدراسة الخواص المغناطيسية لأنواع مختلفة من الفولاذ في جامعة السوربون. فعادت إليها وتزوجت من بيير كوري.
من رحم المعاناة تولد الإنجازات:
في عام 1895 اكتشف رونتغن الأشعة السينية، وبعدها بعام اكتشف هنري بيكريل الأشعة المنبعثة من أملاح اليورانيوم واكتشف قدرنها على اختراق يعض الأجسام
فقررت ماري جعل إشعاعات اليورانيوم موضوع بحثها، مستخدمةً في ذلك جهازاً خاصاً كان زوجها بيير قد اخترعه مع شقيقه، فاكتشفت بأن نشاط مركبّات اليورانيوم يعتمد على كمية اليورانيوم فيها
وهو لا ينتج عن أي تفاعل بين الجزيئات بل عن يصدر عن الذرات نفسها، فدحضت بذلك الاعتقاد السائد بأن الذرات غير قابلة للتقسيم.
لم يمتلك الزوجان كوري معملهما الخاص بل قاما بجميع أبحاثهما في غرفةٍ قديمةٍ رطبةٍ وغير مهوّاةٍ، كانت تابعةً لمدرسة الطب
كما أنهما لم يحصلا إلا على القليل من الدعم المادي لأبحاثهما، ولكنهما تابعا عملهما وأبحاثهما في تلك الظروف حتى أعلنا عام 1898 عن اكتشافهما لعنصر البولونيوم ثم أعلنا اكتشاف الراديوم بعد ذلك بأشهر قليلة فقط.
نالت ماري درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1903 تحت اشراف هنري بيكريل فدعيت مع زوجها لإلقاء كلمة في المعهد الملكي بلندن ولكنها مُنعت من القاء أي خطاب لأنها انثى فقط فقام زوجها بإلقاء الكلمة منفرداَ.
من هي ماري كوري؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
عاقبوها لأنها أنثى:
ففي عام 1903 أرادت الأكايمية الملكية السويدية للعلوم منح بيير كوري والعالم هنري بيكريل جائزة نوبل دون ماري لأنها أنثى لولا تدخل أحد المدافعين عن حقوق المرأة الذي نبّه بيير لذلك ودفعه للتظلّم فأُدرج اسم ماري في الجائزة.
جائزة نوبل الثانية:
ولكن كلَّ ذلك لم يثنها عن عزيمتها ولم يؤثر على مكانتها العلمية، فقررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عام 1911 منح ماري جائزة نوبل أخرى، ولكن في الكيمياء هذه المرة
فكانت الجائزة اعترافًا بفضلها في تقدم |الكيمياء| بسبب اكتشافها لعنصري الراديوم والبولونيوم، وتمكنها من فصل معدن الراديوم، ومجمل دراستها لطبيعة ومركّبات هذا العنصر الهام.
ماري كوري والحرب العالمية الأولى:
وقد أوقفت ماري جميع أبحاثها العلمية طوال فترة الحرب ولكنها لم تحصل على أي اعتراف رسمي من الحكومة الفرنسية بمساهماتها في فترة الحرب، وقد لخّصت تجربتها أثناء الحرب بكتاب أصدرته سنة 1919 بعنوان الطب الاشعاعي في الحرب.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك