هل البحث عن مكانٍ آخر نحيى عليه أمرٌ حتمي أم ضربٌ من الجنون؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
لطالما راود الانسان حلم الطيران منذ أن شاهد الطيور،وأراد أن يلمس شعورها أثناء طيرانها، وقد حاول تقليدها منذ القدم، حتى تمكن أخيراً ومنذ مئةٍ وأربعين سنةً من تحقيق ذلك الحلم، فأصبح الطيران أمراً عادياً بالنسبة لكثيرٍ من الناس
ومنذ اختراع |التلسكوب |بدأ الانسان يراقب النجوم والكواكب بطريقةٍ لم يعرفها من قبل، فبدأ حلمٌ جديدٌ يتسرب إلى عقله، هو الصعود إلى الفضاء، حيث أنه منذ ستينيات القرن الماضي أصبح ذلك ممكناً.
أفكارٌ متسارعة:
بعد أن استطاع الانسان غزو الفضاء، راح يتطلع إلى الصعود إلى| القمر|، وبعد أن فعل ذلك في سبعينيات القرن الماضي، بدأ يطمح بالصعود إلى| المريخ|
ولكنه وقبل أن يرسل شخصاً واحداً إلى المريخ، بدأ يتطلع إلى بناء مستعمراتٍ على المريخ أو في الفضاء القريب من الأرض، ليكون موطناً بديلا للإنسان في المستقبل
فلماذا قفز الانسان بفكره كل تلك القفزة؟
مصير الأرض المحتوم:
يفكّر بعض أصحاب الشركات العملاقة مثل |إلون ماسك |وجيف بيزوس ببناء مستعمراتٍ خارج الأرض، وإذا كان إلون ماسك يتطلع إلى استعمار المريخ، فإن جيف بيزوس يتطلع إلى بناء مستعمرةٍ فضائيةٍ قرب الأرض
ولكنهما يتفقان على ضرورة إيجاد وطنٍ بديلٍ للبشر
فهما على حد زعمهما لا يطمحان إلى المزيد من الثراء فحسب، بل يعتقدان بكل جديةٍ بأن كوكب الأرض ماضٍ إلى الدمار عاجلاً أم آجلاً.
الأخطار تحيط بنا من كل جانب:
يتعرّض كوكب الأرض لتغيراتٍ مناخية وبيئية تسبب بها الانسان، وهي تجعل اقتراب الحياة عليه من نهايتها أسرع من أي وقتٍ مضى، ولكن ما قام ويقوم به الانسان ليس الخطر الأعظم على كوكب الأرض والحياة عليه، بل هناك الكوارث الطبيعية التي لا يمكن التنبؤ بمعظمها، ولا يمكن أن نأمن جانبها، فالأخطار القادمة من باطن الأرض لا تقل خطورةً عن الأخطار الموجودة على سطحها، أما الأخطار القادمة من الفضاء فهي الأكثر رعباً.
الخطر القادم من الشمس:
من الأخطار الخارجية التي قد تدمر الحياة على الأرض، النيازك والمذنبات والكويكبات، ورغم أن احتمال اصطدام أحد تلك الأجرام بالأرض صئيلٌ جداً، إلا أنه يبقى احتمالاً قائماً
ولكن الخطر الأكثر احتمالاً هو الخطر الناتج عن الشمس، فرغم أن الشمس هي مصدر |الطاقة| والحياة على الأرض، إلا انها قد تكون سبب الكثير من الكوارث عليها أيضاً.
الجمال قد يخفي خطراً مدمراً:
من المعروف أن منظر| الشفق القطبي| من أهم عوامل جذب السياح إلى المناطق القريبة من القطبين، وينتج الشفق القطبي عما يسمى الرياح الشمسية
وهي عبارةٌ عن توهجاتٍ شمسية تنتج عن النشاط المغناطيسي للشمس، فيجعلها تطلق جسيماتٍ دقيقةً مشحونةً كهربائياً، تنطلق بسرعة هائلةٍ في الفضاء
ولحسن حظنا فإن لكوكب الأرض مجالاً مغناطيسياً يحمينا من معظم تلك الأشعة.
هل اقتربت البشرية من نهايتها؟
في سنة 1859، تعرّضت الأرض لكمياتٍ من| الرياح الشمسية| أقوى بثلاثين مرّةً من الرياح الشمسية العادية، فتمكن الناس في الكثير من الدول البعيدة عن القطبين من مشاهدة الشفق القطبي
فقد تم رصده في باريس ولندن والصين والهند وبعض الدول الأخرى، وقد اعتقد كثيرٌ من الناس بأن ذلك من علامات يوم القيامة، وأن نهاية البشرية أصبحت قريبةً جداً.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك