هل البحث عن مكانٍ آخر نحيى عليه أمرٌ حتمي أم ضربٌ من الجنون؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
الرياح الشمسية
تنبؤاتٌ كارثية:
تشير الدراسات الحديثة، بأن تعرّض الأرض لرياحٍ شمسيةٍ بنفس قوة رياح كارنغتون سنة 1859، في الوقت الحالي، سيكون له نتائجٌ مدمرةٌ على البشرية
فرئيس لجنة النبضات الكهرطيسية في وكالة الأمن القومي الأمريكية، يقول بأن تسعين في المئة من الشعب الأمريكي سيموتون، وذلك ليس بسبب الكهرباء فحسب، بل بسبب الجوع والمرض والإنهيار الاجتماعي والاقتصادي الذي سينتج عن انهيار شبكات الكهرباء والاتصالات.
كانت الكارثة وشيكةً سنة 2012:
من ناحيةٍ أخرى، يقول بعض| العلماء| بأن الأرض تتعرّض لرياحٍ شمسيةٍ شبيهةٍ برياح كارنغتون كلّ قرنٍ من الزمن تقريباً، وقد حدث ما يشبه ذلك في سنة 2012
ولكن العاصفة الشمسية التي نتجت حينها لم تصطدم مباشرةً بالأرض، بل اتخذت منحى مختلفاً، فبسبب سرعة دوران الأرض حول الشمس، استطاعت الأرض تفادي تلك العاصفة وأنقذت البشرية من دمارٍ كبير.
الرياح الشمسية كادت أن توقع حرباً نووية:
في سنة 1983، وقبل انتهاء الحرب الباردة بين| الاتحاد السوفيتي| السابق والولايات المتحدة الأمريكية، كان العالم بأسره يعيش حالة قلقٍ من اندلاع حربٍ نوويةٍ بين البلدين تؤدي إلى دمارٍ شاملٍ لم يعرف له التاريخ مثيلاً
وقد كانت تلك الحرب على وشك أن تقع فعلاً، فخلال مراقبة السوفييت للبيانات القادمة من |الأقمار الصناعية |التي تراقب المجال الجوي، رصدوا إشاراتٍ تقول بوجود خمسة صواريخٍ قادمةٍ نحو الأراضي السوفيتية.
تعقّل السوفييت أوقف الكارثة النووية:
توقع المراقبون السوفييت للوهلة الأولى بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت عليهم صواريخ نووية، ولكنّهم لم يتعجلوا بالرد، بل انتظروا تأكيد الحالة من وسائل الرصد الأخرى مثل الرادارات الأرضية والرؤية البصرية
وبعد القليل من التفكير أدركوا بأن الولايات المتحدة لن تعلن الحرب عليهم بإطلاق خمسة صواريخ فقط، فمن المفروض أن تهطل الصواريخ عليهم كالمطر، ولذلك اعتبر السوفييت بأن ما رصدته الأقمار الصناعية كان إنذاراً خاطئاً فقط.
نجاة البشرية من حربٍ نووية:
بعد بعض الوقت، تبيّن بأن البيانات الواصلة من الأقمار الصناعية كانت خاطئة نتيجة تعرضها لرياحٍ شمسية أقوى من المعتاد، ولحسن حظ البشرية أن السوفييت لم يتسرّعوا في اتخاذ قرار إطلاق صواريخ نووية رداً على ما حسبوه هجوماً أمريكياً
ولولا ذلك لما كنت تقرأ هذا المقال الآن، ولكانت خريطة العالم ومكوناته قد تغيرت كثيراً عما هي عليه الآن.
تدابير وقائية:
بدأ العالم يبذل المزيد من الجهود لحماية الشبكات الكهربائية على الأرض من التهديدات المحتملة للرياح الشمسية، فقامت بعض الدول الكبرى بتحصين شبكاتها الكهربائية ضد تلك التهديدات
كما قامت بإرسال| أقمارٍ صناعيةٍ |مخصصةٍ لمراقبة أنشطة الشمس، بحيث تتمكن من تحذير جميع دول الأرض عند وقوع نشاطٍ شمسي غير مألوف، فتتمكن الدول من حماية شبكاتها بأن تقوم بفصلها لبعض الوقت حتى يزول الخطر.
بعد ما عرضناه عن مخاطر الرياح الشمسية أصبح واضحاً لنا أن البحث عن مكانٍ آخر للحياة ليس ضرباً من الجنون، بل قد يكون واقعاً حتمياً ذات يوم، فإذا أردت أن تطلق تحذيراً ما لأصدقائك فانشر المقال.
سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك