ما لاتعرفه عن الدب الروسي - الجزء الثالث - ميس الصالح

ما لاتعرفه عن الدب الروسي -الجزء الثالث 
تصميم الصورة رزان الحموي 

في هذا الجزء من مقالتنا (ما لاتعرفه عن الدب الروسي)، سنتابع ما كنا قد بدأنا به في المقالة السابقة، كما سنتعرف تفصيلياً على الأخطار التي من الممكن أن تهدد الأمن الروسي وعن البدائل والأفكار التي استخدمها الروس في هذا السياق....

حلف وارسو

وذلك من أجل |التصدي لروسيا|، ففي البند الخامس من الوثيقة لحلف النيتو تقول أن هناك دفاع مشترك بين الدول الحليفة، وهذا الأمر يعني أن روسيا لو قامت بمهاجمة أي دولة من دول حلف النيتو، ستكون في مواجهة كل الدول الموجودة في هذا الحلف، ومن أجل التصدي لخطر النيتو قامت روسيا عام 1955 بتشكيل ما يعرف ب|حلف ورسو|.

ماذا حدث بعد ذلك

في عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وبعد أن بدأ حلف النيتو يزداد أكثر فأكثر ويقترب الخطر أكثر فأكثر، حيث قامت كل الدول التي كانت أعضاء في حلف ورسو بالانضمام إلى حلف النيتو، وذلك عام 2004 ومن هذه الدول كانت بولاندا، ولادفيا، واستونيا، ولينشتاين، وكل هذه الأمور تجعلك تعرف أن الجغرافية تفسر الكثير من تصرفات روسيا، فالكثير من الموانئ الموجودة فيها لا تصلح للملاحة، وذلك بسبب التجمد لفترات كثيرة من السنة، وأيضاً بسبب وجود مياه غير كافية العمق من أجل عملية الملاحة التجارية، ومن أجل هذا الأمر وقعت روسيا معاهدة مع أوكرانيا كي تسمح لها باستئجار جزء من أحد موانئها لأغراض تجارية، ويقع هذا الميناء بالتحديد في منطقة القرم وهذا الأمر أيضاً يفسر التصرفات الروسية نتيجة القلق المستمر من انضمام أوكرانيا لحلف النيتو، الذي رأيناه كثيراً في 2014 واليوم أيضاً. 

إن |القادة الروس| منذ القديم وحتى اليوم، يواجهون نفس المشكلات التي تفرضها عليهم الجغرافيا، فليس مهم أبداً فيما إذا كانت روسيا قيصرية أو شيوعية أو حتى رأس مالية، ففي كل الأحوال ستبقى الصعوبات والتحديات والمشكلات ذاتها، فمن الممكن أن نرى الكثير من الحركات الروسية في الأيام أو حتى السنوات القادمة في نفس هذه المسألة، وذلك من أجل السيطرة على أمنها القومي وحماية نفسها من تهديدات الأعداء أو حتى النيتو.

ودمتم بألف خير 

بقلمي: ميس الصالح